
- رؤيا إيفات والراهب - 20 أبريل، 2021
- آسفة.. وعصا الراهب - 3 مارس، 2021
- خطوات - 12 فبراير، 2021
حملت الأخوات «إيفات» إلى غرفة صغيرة بآخر رواق الكنيس وطُرق الباب طرقًا خفيفًا ودخلت بنت اتجهت مباشرة نحو الراهب جرجيس وقالت:
_أريد التحدث إليك أبي
– ادخلي الخلوة ابنتي… أتريدين اعترافًا؟
_لا… أريد أن أقص عليك رؤيا تراودني منذ مدة..
– هل معك صندوق؟
اندهشت البنت وأجابت:
_لا..
– اسردي منامك ابنتي
_إني أراك لا تغيب عن منامي أبي
– أفصحي
_كأنّه للملكة سبأ أخت في غاية الكمال واسمها آسفة والخضر بينهما يخترق العوالم ويجالس سليمان دون أن يدري،
والخضر هو حاكم زُنيخ.. وزنيخ هو اسم وادي سيل يجري.
– وأين أنا من زنيخ وسليمان وسبأ؟
_أنت كنت تأخذ عصا عجيبة من الخضر وتمدها لآسفة كلّما أرادت إيقاف سيل الوادي… لتعبر إلى الضفة الأخرى
وكانت تخشى من زُنيخ.
– لماذا؟
_لأنه كلما عبرت مياهه إحدى الأميرات أو الحسناوات… ابتلعها.
-وماذا يفعل بهن صاحب الوادي؟
_لا شيء من الأذى.. فقط يحتفظ بهن أسيرات، يرقصن له… ويغنين… ويشعُرن… إلى أن تُتلف أجسادهن في الثرى… وتستقبل أرواحهن الثريا…
– ماذا فهمت من رؤياك؟
_لم أفهم شيئًا. ليت يوسف ينقي لي الحق من الخطأ في حلمي.
– وماذا فهمت من حملي العصا؟
_فهمت أنك ولي الله َورحمة منه، تحمل السر… وتدفع الضرّ.
– ولِمَ للوادي خادم اسمه زُنيخ؟
_لعل الوادي هو الهوى الغير مسموح
– ولِمَ الأميرة اسمها آسفة؟
_آسفة أبي لم أفهم.
– ها قد فهمت ألم تقولي آسفة؟
_كيف؟
– لعل كل أميرة أو حسناء تعبر الوادي وتستمتع بالسيل والماء العذب بين أصابعها ولا تحتسب نوايا زُنيخ حتى يبتلعها
تصير آسفة ونادمة على انجرافها في السيل… واتباعها الهوى..
_فكيف للأميرات أن تنجون أبي؟
– عليهن بجرجيس أو مثله، يوقف بعصاه السيل… والزيغ… والميل…
_أكاد لا أفهم أبي
– هل سردت الرؤيا على والدتك؟
_لا.
– لماذا؟
_خرجت منذ مدة من الدّار.
– ابحثي عنها يا بنيتي… واسردي لها الحلم وأفيديها بشرحي… وقولي لها قال لك جرجيس:
تفطني… وتمهلي… ثم تصدقي…
صاحت إحدى الأخوات من آخر الرواق وقالت:
لقد أفاقت إيفات…
(إلى اللقاء في الخطوة القادمة من رواية «خطوات»)