
- أبيض وأسود - 22 فبراير، 2022
- البطل المفقود - 9 أكتوبر، 2021
- حصان طروادة - 28 أغسطس، 2021
جاء شهر القرآن.. وكلنا نقرأ كتاب الله ونسمعه.. فهل خطر ببالك أن تعرف حالتك مع آيات الله؟ وأن تعرف ما الفرق بين تفسير الآيات والتأمل والتدبر فيها؟
هذا أمر مهم لأنه قد يختلط الأمر على البعض، وقد يظن البعض أنه لا يصل إلى مرتبة أن يتأمل ويتدبر.. فهو يرى أن ذلك أمر خاص بالعلماء والمفسرين..
الفرق بين التدبر والتفسير
🌐 ما الفرق بين القارئ المتأمل،المتفكر، المتدبر، وبين المفسر للقرآن؟!
📍أولًا، أن تعرف معاني الكلمات الغريبة وتتعرف على المعنى الكلي للآيات وما جاء فيها من أحكام وقصص الأنبياء والأمم السابقة؛ فهذا ما يُعرف بتفسير القرآن.
📍وأن تقف أمام آيات الخلق أو وصف نعيم الجنة أو عذاب النار فتتصور الموقف والصورة؛ فهذا ما يُعرف بالتأمل.
📍وأن تعرف المغزى والمراد من الآيات وتفهم التكاليف والأوامر الإلهية؛ فهذا ما يُعرف بالتفكُّر.
📍وأن يوصلك التأمل والتفكر إلى العزم على اتباع الأوامر والابتعاد عن النواهي وعدم سلك طريق الهالكين واتباع طريق الناجين في القرآن؛ فهذا ما يُعرف بالتدبر.
💢 قال تعالى: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» (محمد: 24)
مامعنى التفسير؟
📍إذًا.. فالتفسير بيان وشرح للمعنى، وهذا أمر يحتاج الاطلاع على علوم اللغة وشرح العلماء ولا يحتاج الغوص فيه إلا العلماء؛ بينما التدبُّر اتعاظ بالمعنى واعتبار به وتذكُر!
والتدبر مرحلة تأتي بعد معرفة التفسير وهو أمر واجب على الكل..
📍وعليه؛ فالمفسِّر عالم وفقيه، يقوم ببيان الحقائق القرآنية والأحكام الشرعية، والتصدر للفتوى. بينما المُتدبِر مجرد مُتَعِظ وواعظ. وقد يجمع الله للمرء بين الخيرين.
💠إذًا.. تدبُّر القرآن مطلوب من العالِم، ومن المهندس، والطبيب، والأستاذ، والفلاح، والحداد، والنجار، والتاجر وكل من يقرأ القرآن.
📍وقد جعل بعض المفسرين ترك تدبر القرآن وتفهُّمه من هجرانه..
💢قال ابن القيم: هجْر القرآن أنواع… الرابع: هجْر تدبُّره وتفهُّمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
📍لذلك فإن التدبر يعُم العلماء وغيرهم، وأما التفسير والاستنباط والاستدلال: فهو خاصٌّ بأولي العلم.
تدرج المعنى في الآيات القرآنية
📍ومن جميل التناسُب بين الآيات الدالة على هذا المعنى، أن آية الاستنباط جاءت عَقب آية التدبر.
💢كما في قوله تعالى: «أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً * وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً» (النساء: 83،82).
💢وقال ابن عباس : (التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله).
شروط التدبر
📍إذًا.. التدبر لا يحتاج إلى شروط سوى فهم المعنى العام.
💢ولذلك قال الله تعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» (القمر: 17).
أما التفسير فله شروط ذكَرها العلماء، لأنه من القول على الله.
💠. ولذا يُقال لا يُعذر المسلم في التدبر ويُعذر في التفسير.
فتدبروا القرآن في شهر رمضان.