
- شاعرة لا تدعي الشعر - 29 أبريل، 2021
- مزار ثور - 11 نوفمبر، 2020
- خبايا قرية - 26 سبتمبر، 2020
حتى اليوم الثالث من عُرسنا، وأنا أطير كفراشة ربيع ملونة تلهو بطربٍ، بين فراش عرسنا وأحضان زوجي ، وجمري ملتهبٌ وكأنه في قعرٍ نار جهنم.
لا ريب.. لم أعِ تلك اللحظات من قبل، قصتنا ثمرة عشق دامت كل سنوات الكلية الأربعة، ضحك ولعب ولثم شفاه، نطير بفرح ومن دون أجنحة.. لا حاجة لنا بها.
وفي بدايات يوم فرح جديد، ارتجف جسدي، صداها يرنُّ في مخيلتي، تراجعت مرتاعة كلما تصاعدت سعالات زوجي، وفي لحظة خاطفة، أرهفت السمع جوار صدره كي أسمع كيف يسحب نفسه، كأنه يجر سيارةً عاطلةً!
_ زوجي حبيبي..إنها الكورونا.. الموت ينتظرنا!
_ ما بكَ؟ هل تود مراجعة طبيب؟
_ لا، اعتدت على هذه الحالة.
حاول أن يلجم جامَ قلقي، وأن لا يتراجع أو يقلل من محاولات إطفاء جمرات هيجانه الجسدي في قعر رماد منقلتي، ذاك الرماد الذي كان جمراً ملتهباً.
قاومته بصبرٍ وعناد، ابتعدتُ عنه، فاستسلم أخيرًا لنداءاتي وإصراري بمراجعة طبيب وإلّا…فلا…
_ دكتور هو مريض.
_ أنتِ السبب.
_ أنتَ السبب.
_ أنتِ السبب.
_ لستُ مريضة!
_ أنتِ السبب.
هكذا دار رأس الطبيب بيني وبين زوجي وكأنه رأس مروحة كهربائية، يمنةً ويسرةً، وبقينا على هذا المنوال ولم نتوقف..
راح الطبيب منشغلًا بمريضٍ آخرَ… لا وقت لديه!
ونحن على هذا المنوال… وأنا مرتاعة…
فاجأني أستاذ مادة الفيزياء بسؤال:
_ سهام.. أنتِ شاردة.. أين كنتِ؟ انتبهي إلى درسك!