صدر حديثا

«أيام المتنبي».. حوار مع شيخ الشعراء

دراسة سيرية في شكلٍ أدبيٍ جديد (تأريخ فني)

صدر حديثًا عن دار النخبة الطبعة الثانية من كتاب «أيام المتنبي بين البداية والنهاية»، للكاتب المسرحي والإعلامي لطفي عبدالفتاح شمعون.

يقع الكتاب في 424 صفحة من القطع الكبير، يدير المؤلف فيه حوارًا مع المتنبي يمثل دراسة عن سيرته في شكلٍ أدبيٍ جديد وصفه المؤلف بأنه (تأريخ فني).

كما رصد المؤلف لطفي شمعون من خلال دراسته أكثر من خمس وعشرين زلة لكبار الكتاب والرواة من عصر المتنبي مرورًا بالمعري وصولًا إلى د. طه حسين، د. شوقي ضيف، د. مصطفى الشكعة، والأستاذ. محمود شاكر، وجمعها في خاتمة هذا الكتاب، موثقة بالمراجع.

مقدمة «أيام المتنبي بين البداية والنهاية»

يقول المؤلف في المقدمة:

هناك حِيال (الصافية) بالقرب من (ديرالعاقول) في طريق القادم من بلاد فارس إلى دار السلام (بغداد) في الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 354هـ قُتِلَ (أبو الطيب المتنبي) عدوانًا وظلمًا ومُثل به وألقِيَ بعدها على قارعة الطريق تَسقي دماؤه الثرى؛ ليس هذا فحسب بل إن بعض مؤرخيه قد ظلمه وهضمه وأضاع حقه تقرُّبا وزلفي لأعدائه من أولي الأمر والنهي في حياته وبعد مقتله.

كان أبو الطيب شيخ شعراء العربية وأشعر شعرائها، يمتلك تلك الروح الوثابة، التي لا تأبه كثيرًا بمعضلات الأيام وترفض الظلم والخنوع، فعاش ثائرًا يعاني كما يعاني الثوار، ذاق مرارة السجن وعض حديد القيود، ظل شطرًا من حياته مفزعًا مطارَدًا وشطرًا محاربًا بطلًا مع سيف الدولة في وجه الرومان، وثائرًا يطلب الحق وينشد العدل في عصر جلس فيه العبيد على العروش، فأنى يستقيم فيه للعدل ميزان؟! 

إن من يقرأ سيرة هذا الشاعر العظيم يدرك مدى المعاناة التي عاناها طفلًا يتيمًا ماتت أمه وكفلته جدته تلك المرأة الهمدانية الصالحة، بشهادة أعدائه، فقامت على تربيته على أحسن ما يكون رغم ضيق ذات اليد، فنشأ فقيرًا إن لم يكن معدمًا، في ظروف اجتماعية وسياسية غاية في القسوة مع نهايات الدولة العباسية، وظروف ثقافية وفكرية غاية في الثراء.

 في ظل هذا التناقض الشديد والعجيب، ظهر هذا الشاعر الفذ الذي (ملأ الدنيا وشغل الناس) كما قال ابن رشيق القيرواني، فكانت أحداث حياته ملحمة درامية من الطراز الأول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى