صدر حديثا

اعتزال العالم المجنون في «وشوشات دينا»

أعماق النفس البشرية من الجانب العاطفي والحنين إلى الماضي

صدر حديثصا عن دار النخبة للنشر والتوزيع، كتاب «وشوشات دينا» للكاتبة د. دينا أبو الوفا، يقع الكتاب في 156 ص. من القطع المتوسط.

يضم بين طياته 53 أقصوصة تدور معظمها حول النفس البشرية، تمتاز النصوص بالجانب العاطفي والحنين إلى الماضي.

تقول الكاتبة في مستهل الوشوشات بعنوان (قبل أن تقرأني): أجد نفسي في كثير من الأحيان، أسعى طوعًا لاعتزال العالم الخارجي المجنون الأهوج، لأختلي بنفسي داخل غرفتي، فأزيح عن وجهي الأقنعة البهلوانية الزائفة التي أرتديها في أغلب الأحيان، إن لم يكن في جميعها، تلك الأقنعة التي تساعدني على الأداء التمثيلي البارع الذي أقوم به يومًا تلو الآخر، والذي صار أمرًا ضروريًا وحتميًا للتعامل مع بني البشر من حولي.

وشوشات دينا تغوص في النفس البشرية

وفى وشوشة آخرى بعنوان (جئت يا يوم رحيلي)  تقول دينا أبو الوفا: «جئت يا يوم مولدي»… خطرت ببالي تلك العبارة من أغنية العبقري فريد الأطرش، كلما عاد يوم ميلادي ليخطرني أن عامًا آخر من عمري قد انقضى ورحل مودعًا بلا رجعة، ولأن اليوم كان يوم مولدي، فقد عادت لتداعبني مرة أخرى تلك العبارة منذ بدء النهار… وفي كل عام وفي مثل هذا اليوم كنت أشعر بفرحة تغمرني على الرغم من طبيعة كوني امرأة قد تقدمت في العمر وأدركني الشيب ولم أعد أتمتع بالشباب والحيوية كما كنت أفعل منذ أعوام طويلة، ولكن تلك المشاعر غابت عني اليوم غابت تمامًا.

أما في أقصوصة بعنوان (مقطوعة موسيقية) تقول المؤلفة: كنت أبحث عن مقطوعة من الموسيقى.. تجردني من الأرق الذي لازمني كل ليلة من الآونة الأخيرة… روحت أبحث بين المقطوعات، ترى أيها تحمل بنغماتها مفعول السحر؟ أيها تأخذني إلى حالة السكون، حالة الصمت، حالة اللا شيء؟ أيها تأخذني بين ذراعيها الدافئتين الحانيتين وتدللني كطفلة صغيرة حتى أغفو؟… أسئلة لا تجد إجابتها إلا في وشوشات دينا.

وفي أقصوصة (هنا وهناك) تقول الكاتبة: آتاني الليل ليعلن عن نهاية يوم مر ثقيلًا موحشًا فاستلقيت بجسدي المنهك العليل على الأريكة أراجع الحوار الطويل الذي دار بين قلبي وعقلي في الصباح إذن فلتكن هذه الليلة ليلة أخرى بلا نوم راحة بلا هروب، ولتكن ليلة أخرى أقضيها وحيدة مع خواطري الشريدة المبعثرة داخلي هنا وهناك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى