«الإدارة الحديثة.. قاطرة التقدم الوحيدة» مساهمة في نشر الثقافة
العالم العربي ليس بوسعه تحمل كُلفة سيناريو النمو البطئ المماثل للتجربة الأوروبية الغربية

صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب «الإدارة الحديثة.. قاطرة التقدم الوحيدة» للمفكر العالمي الدكتور طارق حجي، ضمن مشروع إعادة نشر الأعمال الكاملة للكاتب الكبير.
يقول الدكتور طارق حجي في مقدمة الكتاب: «يمكن تشبيه علوم الإدارة الحديثة بعملاقٍ يقف على ساقين:
الساق الأكاديمية والساق المؤسساتية. فعلوم الإدارة تنبت وتنمو وتنقح وترتقي من خلال عملية جدلية بين عالمي
الأكاديميا والعمل المؤسسي.
ويمكن أن يضاف إلى ذلك أن علوم الإدارة الحديثة هي ابنة المناخ العام لاقتصاد السوق.
وهكذا يكون من المستحيل الحديث عن علوم إدارة حديثة منبتة الصلة بهذه العوالم الثلاثة:
- العمل المؤسساتي.
- الأكاديميا.
- مناخ اقتصاد السوق.
والمنظمة العربية للتنمية الإدارية المعنية بنشر مفاهيم ونظم ونظريات وتطبيقات علوم الإدارة الحديثة لها سبق إثراء هذا المجال الحيوي والمهم من سائر جوانبه.
الدكتور طارق حجي يساهم في نشر ثقافة الإدارة الحديثة
وهذا الكتاب مساهمة متواضعة في نشر ثقافة الإدارة الحديثة في المجتمعات العربية انطلاقًا من زاويتين:
- زاوية العمل المؤسساتي الذي إليه ينتمي المؤلف.
- زاوية الربط بين ظاهرة التقدم الكلية للمجتمعات وعلوم الإدارة الحديثة، وهي أيضًا الزاوية الذي تنطلق منها معظم كتابات المؤلف والتي تنبثق من يقين ثابت بأن الإدارة هي قاطرة التقدم الوحيدة في عالمنا المعاصر.
لقد شهدت البشرية نموذجين لا ثالث لهما للتقدم خلال القرون الأخيرة، أما النموذج الأول، فهو نموذج أوروبا الغربية والذي استغرق عدة قرون منذ عصر النهضة وحتى بلغ الغرب ما بلغه من آفاق الرقي والتقدم.
وأما النموذج الثاني، فهو الذي شهدته البشرية في جنوب شرق آسيا خلال أقل من نصف قرن.
نماذج الإدارة الحديثة
وإذا كان النموذج الأول قد سار بفعل التفاعُلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتأنية في الغرب والتي استغرقت عدة قرون، فإن النموذج الثاني (نموذج جنوب شرق آسيا)
قد كانت الإدارة الحديثة قاطرته خلال عقود لا قرون، وسبق التقدم الإداري كافة أشكال التقدم السياسي والاقتصادي والتعليمي والثقافي والاجتماعي،
بل وقام التقدم الإداري باستحضار كل ذلك ولا شك أن العالم العربي لا يملك إلا أن يختار سيناريو القاطرة السريعة إذ ليس بوسعه تحمل كُلفة سيناريو النمو البطئ المماثل للتجربة الأوروبية الغربية.
ويضم هذا الكتاب خمسة وعشرين فصلًا يتناول الواقع من زاوية واحدة هي زاوية الإيمان بتساوي معنى (التقدم والإدارة)..».