«الانتحار على أنغام الموسيقى».. تلامس حياة المرأة

 

هاشم محمود يمتاز بسلاسة أسلوبه وسهولة مفرداته التي يبتعد فيها عن التعقيدات، مستخدمًا مدرسة أدبية متفردة.

بعد نيله جائزة الأوسكار من شبكة إعلام المرأة العربية عن روايته «عطر البارود».

يرد الكاتب الوفاء للمرأة، وهو يكتب عن حياتها واحترام أنوثتها ومدى تعلقها بوالدها حتى وهي في يوم زفافها، فكانت (زفافة على قبر ميت) لوحة فنية رائعة جديدة ضمن المجموعة القصصية «الانتحار على أنغام الموسيقى» يعبر فيها عن مدى وفاء الأنثى واحترامها للحبيب والعهود وتحمل التبعات في سبيل فارس أحلامها لدرجة قد تصل للمغامرة بحياتها.

في تلك القصة يحكي الكاتب عن فتاة تتقبل الإهانة، وما بين الحب وتحمل الإهانة من شخص غير مخلص وغير مهتم يبرز دورها ومكانتها في الريادة.

 

تلاعب الكاتب بالكلمات وهو يبرز مدى حب الأنثى لوالدها، بجانب تعاطف الخال لينكشف المستور، ويذهب في اتجاه أن جرائم المرأة التي تلحق بها نابع من العاطفة التي تتملكها وتسيطر عليها.

 

يكتب «هاشم» عن تلك الفتاة العذراء التي عاشت هواجس العذرية، لتظل محبوسة لأوهام ظلت تطاردها حتى في ليلة زفافها وعلى الرغم من ذلك فهي سعيدة وهي تشهد إعلان عذريتها.

ولم ينسّ المرأة المناضلة من أجل تحقيق أهدافها الوطنية، وأخريات كيف تعرَّض بعضهن للموت أسفل عجلات القطار، وما يجد أبناؤهن من معاناة، بسبب الخلاف مع الزوج الذي حملت منه ولكنه سرعان ما تنكَّر لها، وبعد فترات انقلبت على من أحبها وتضامنت مع ابنه.

في إرتريا كانت العادات والتقاليد التي تمتاز بها تلك الدولة حاضرة، فكان القاش وبركة والساحل وعنسبا ودنكاليا وأغردات؛ معالم لها إيقاع في حياة الثورة الإرترية يجسدها الكاتب في أعماله.

الكاتب تباكى كثيرًا على الأم وما تعانيه من جفاء وغدر بسب أبنائها، كثيرًا ما يذكِّر هاشم محمود بدور الأم التي يتنكر لها الكثيرون باستثاء الأوفياء.

المجموعة الجديدة لهاشم محمود «الانتحار على أنغام الموسيقى» تُعد بمثابة وفاء للمرأة، رغم أن الكاتب أشتهر بعكسه لحياة الثورة الإرترية، حتى أطلق عليه لقب (كاتب وطن)، لتفرده بإظهار حياة الثورة واللجوء والتشرد، وتعريفة بإرتريا والثورة الإرترية، حيث تمثل إرتريا حضورًا في جميع أعماله الأدبية.

المجموعة مليئة بالقصص المشوقة مما يعبر عن تنوع هاشم محمود في كتاباته وأعماله.