
صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب «فيروس الدروشة» للكاتب أيمن محمد جبر، الكتاب يقع في 122 ص.
يتضمن الكتاب 28 عنوان، يندرج تحت كل منهم فكرة تثير وعي القارىء وتساعده في رحلة الحياة.
استطاع المؤلف بلغة سهلة وسلاسة في الأسلوب أن يصيغ رؤيته لمجموعة من الأفكار يريد إيصالها للقارىء من خلال الغوص داخل المشاعر الإنسانية.
تناول كتاب «فيروس الدروشة» العديد من سلوكيات البشر بالتحليل للوصول للفكرة الرئيسية للكتاب، وهي إثارة الوعي وكشف الدروشة التي تسيطر على الإنسان أيًا كان انتماؤه.
فيروس الدروشة وأفكار تثير الوعي
يقول المؤلف في أحد الأفكار التي يعرضها تحت عنوان «وجه بل ملامح»: «في الدنيا لا يستطيع الإنسان التعامل إلا مع الجسد والملامح، مع الظاهر، ولا نستطيع التعامل مع الباطن، إلا بجهد نفسي عميق وشاق، الظاهر هو لغة الحكم والتعامل في الدنيا».
وتحت عنوان «لست أنا» يقول المؤلف: «هل ترى نفسك وقد نحتتك السنون فطَرحت منك وأضافت لك؟ هل لاحظت أنك في كل مرحلة؛ يسكنك بعضٌ من تلك التي قبلها؛ ويضاف إليك من التي تليها، وأن عجلة النُضج تَعمل باستمرار فيك؛ فتَطرح وتُضيف في كل المراحل؟
أي الشخصيات أنت؟ أي الشخصيات تريدنا أن نحكم عليك منها؟ أي الشخصيات تريد أن يحاسبك الله عليها؟ لو تمكنت من سؤال كل الناس عن فلان في مراحل عمره المختلفة، لسمعت العَجَب؛ المدح، الذم، الحب، الكره، التحامل، والتحيز الخ».
ويقول من خلال سرده لقصة بعنوان «إنهم لا يتجملون»: «كان في حارتنا لص محدث، يعيش بيننا كواحد منا.. نعرف أنه لص، لكنه لا يسرق من حارتنا.
كانت تلك المعرفة كافية لانحناء رأسه وتدليها خجلًا، فهو لا يجرؤ أن يرفع عينيه بيننا، فكان يتنازل، ويتغاضى، ويهادن.. يسرق في الخفاء، وإن رآه أحد، يستحلفه أن يكتم عنه، ويحلف بأغلظ الأيمان أنها آخر مرة، ويُقسِم أنه لجأ لذلك بسبب الحاجة؛ فيكُف الشاهد عنه؛ أو يقتسم الغنيمة معه عندما تكون السرقة كبيرة، فلابد من أن تمر السرقة من تحت أعين البعض، فيرضيهم جميعًا من الفتات، كل حسب قدره، فلا يأكل اللقمة كلها وحده.
ظل سنوات طويلة على هذا الحال، خطره كبير ولكن طَحنه بلا صوت يستفز الناس، ولا يكف عن التجمل».