«البومة تلد يمامًا»… علاقات اجتماعية متشابكة
سرد ممتع اعتمد على تركيز الحدث الذي ينطوي على رسالة تود المؤلفة إيصالها للقارئ

صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، المجموعة القصصية «البومة تلد يمامًا» للكاتبة الصحفية كريمة أبو العينين.
تقع المجموعة في 88 صفحة من القطع المتوسط تضمنت عددًا من القصص تناولت فيها المؤلفة علاقات اجتماعية وإنسانية متشابكة، بسرد ممتع اعتمد على تركيز الحدث الذي ينطوي على رسالة تود إيصالها للقارئ من خلال القصة.
من أجواء مجموعة «البومة تلد يمامًا»
والله ما عشنا
لم يكن حبيبي يعرف ما أخفيته عنه سنينا طويلة؛ فهو عندما صارحني بحبه وبأنه يرغب فى استكمال ما تبقى من عمره معي لم تكن لدي الشجاعة لأخبره بأشياء إن عرفها فقد كان من المؤكد أنه لن يمضي قدمًا في استكمال وتنفيذ ماعقد عليه العزم. كان اعترافه بحبه بمثابة طوق النجاة الذي تمسكت بها لأخرج من مأزق وضعتني فيه ظروف قاسية أرغمتني على أن أقع في حب جار لي صور لي الدنيا وردية، أاة معه هي الأفضل والأجمل؛ لم أكن ناضجة كفاية لأعلم ما تخفيه لي الدنيا من مصائب وأزمات، وكانت أولى هذه الخبطات تخلي حبيبي عني لرفض أسرته زواجه من أخرى وإصرارهم على عقد قرانه على ابنة عمه حتى يضمنوا أن تظل الأراضي والبيوت في عصمتهم وليس في أيادي الغرباء.
شهور مضت عصيبة أليمة ذقت فيها طعم الحزن ومرارة الفقد ووجع القلب؛ ومع أن الحبيب حاول أكثر من مرة أن يعيد حبل الوصال معي، ومحاولة إقناعي بالزواج في السر وتعهده لي بأنني سأظل دومًا حبه الأول والأخير. رغم كل هذا إلا أنني واصلت الحياة بصعوبة وخوف وقلق من الوقوع في الحب مرة أخرى، بل ومن الخوف المطلق لصنف الرجال عمومًا.
عام مضى والتقيت به، رجل من زمن آخر زمن تستطيع أن تتأكد فيه من أن كافة القيم والأخلاق الجميلة لا تزال على حالها، وأن الدنيا لا زالت بخير وستزال…
لما كنا محبوبين
وقفت وسط المعزين مع أنها كان من المفروض أن تكون بين أهلها المقربين، ولكن هذا قدرها أن تكون غريبة بعدما كانت من أقرب المقربين. سمعت خبر وفاتها من أصدقائها وأصدقاء رحلة حياتها القدامى والمخلصين.
اهتزت الأرض من تحت قدميها وعادت بها الذكرى ليوم كانت تعيش سعيدة مع زوجها وأولادها يظللهم دفء أسري قويم، والعمر يمضي بهم ويتغافلون عن كل ما من شأنه إيقاف سفينة العمر الجميل، وفي لحظة تتغير موازين الدنيا ويمرض الزوج ويتوفى في أيام معدودة ويترك لها حمل ثقيل، أعانها الله عليه واستطاعت أن تمضي بهم إلى شاطىء النجاة ويكملوا دراستهم ويتزوجوا ويعملوا ويصبحوا معززين مكرمين.
وفي يوم لم تحسب له حسابًا وهي ترتب متعلقات المغفور له زوجها تجد من بين أوراقه ورقة زواج عرفي من أختها، لا تصدق ما وقع عليه بصرها وتمعن في تاريخ الورقة؛ تجدها قبل وفاة زوجها بأكثر من عشر سنوات كاملة، فيجن جنونها وتنهمر دموعها وتسأل نفسها كيف فعل ذلك وأنا على ذمته؟ والأدهى؛ كيف فعلت بي أختى ذلك؟ تطلب أختها في الهاتف وتبلغها برغبتها بأن تراها، وتخيرها بين أن تأتي إليها أو أن تحضر لها…