صدر حديثا

«التاريخ السياسي لإريتريا»… تمليك الحقائق للأجيال

رمضان قبري يسرد مرحلة تقرير المصير وبداية الثورة

صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، كتاب «التاريخ السياسي لإريتريا»، للكاتب والفنان المناضل الأرتري، رمضان عثمان قبري، إشراف صالح قبري.

يقع الكتاب في 196 صفحة من القطع الكبير، يهدف المؤلف بسرده إلى تأريخ مرحلة تقرير المصير وبداية الثورة، حتى يلم الشباب الأرتري بتاريخ بلده وآبائه وأجداده.

التاريخ السياسي لإريتريا.. مقدمة

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:

 الدافع وراء سردي لهذا (التأريخ السياسي الأرتري) بصفة عامة وتاريخ مرحلة تقرير المصير وبداية الثورة بصفة خاصة لعدة أسباب أذكر منها:

1)      لاحظت عدم إلمام معظم الشباب الأرتري بتاريخ بلده وتأريخ آبائه وأجداده مما يسهل عملية تزوير التأريخ.

2)      مرحلة تقرير المصير تعتبر بداية العمل السياسي الحقيقي في أريتريا ومن حق الجميع معرفة النضال والمناضلين ومن كان ضدهم في تلك المرحلة.

3)      أهمية سرد تأريخ بداية الثورة وما تلاها من أحداث وتطورات دون تحيز إلى فئة دون أخرى (تمليك الحقائق للأجيال).

ما يحتويه هذا الكتاب عن تاريخ أريتريا السياسي هو من ما قرأت وعايشت في تجربتي النضالية، ومقسم في ثلاثة فصول:

1)      الفصل الأول: لمحة عن أريتريا.

2)      الفصل الثاني: فترة الإستعمار الأجنبي.

3)      الفصل الثالث: مرحلة الثورة.

أمل أن يكون إضافة لتاريخ أريتريا بصفة عامة وتاريخ جبهة التحرير الأريترية بصفة خاصة.

نبذة عن المؤلف رمضان قبري

الإسم: رمضان عثمان قبريكستوس

إسم الشهرة: رمضان قبري

  • ولد في 09/10/1932م في مدينة مندفرا ختم القرآن على يد الشيخ عبد الحي في قزاباندا – ودرس في مدرسة مدبر الإبتدائية في أسمرا.
  • في عام 1947م كان عضو جمعية تحسين العادات الوطنية. كان يعمل بجانب الفنانينين الكوميديين قرازماتش ألمايو كحساي وعثمان أحمدين وعلي سعيد بانان (علي بوبي) وآخرون.
  • ورغم سفره للسودان في أوائل الخمسينات إلا أنه عاد وأستقر في مدينة كرن حيث بدأ مشواره الفني بالتمثيل وكتابة الشعر والمسرحيات. وأسس فرقة فنية بإسم (أبناء كرن). وكان يميل إلى الكوميديا المحلية لتسليط الضوء على المشكلات الإجتماعية. حيث قدمت الفرقة عروض في عدد من المدن الأريترية ونالت استحسان الجميع. ومن أهم أعضاء هذه الفرقة كان السيد/ كافلا، الفنان/ أبوبكر أشكح (صندلاي) والأستاذ/ الأمين عبد اللطيف، والسيد/ قرماي سلمون، والأستاذ/ أسرس والسيد/ علي كرن.
  • في عام 1956م أنتقل إلى أسمرا وأصبح عضو بفرقة (دقي أبات) ذائعة الصيت.
  • في عام 1958م سافر إلى السعودية وكان ينشط وسط العمال الأرتريين وكان أحد أعضاء الطليعة العمالية التي أسست جبهة التحرير الأريترية.

لمحة عن أريتريا

أريتريا قديما كانت ضمن ما كان يعرف ببلاد البونت، وكانت جزء من ثقافات المنطقة المتداخلة (حبشية، بجاوية، إيفات، فرعونية، عربية). كما كان يطلق عليها محليا باسم مرب ملاش (መረብ ምላሽ) وتعني ما وراء مرب و مرب هو النهر الذي يشكل الحدود الطبيعية بين إثيوبيا ومدري بحري ምድሪ ባሕሪ)) (أريتريا  حاليا).

عرفت أريتريا في العصور الوسطى وحتى بداية العصور الحديثة بإسم مدري بحري ምድሪ ባሕሪ)) أي بلاد الشاطيء أو البلاد المطلة على البحر وكان  حكامها يلقبون بـ بحري نقاسي (ባሕሪ ነጋሲ) أي سيد البحر أو سيد الشاطيء وعواصمها أي عواصم سيد الشاطيء كانت اما (في زولا) (ዙላ): باللاتيني (Adoulis) في الشرق: أو دباروا (ድባርዋ) في الجنوب أو زقا (ዘጋ) في الوسط حسب الحاكم حيث كل من يستطيع أن يتغلب على الآخرين و يخضعهم لسيطرته و يستتب له الأمر يجعل عاصمته في مقر نفوذه ومركز سيطرته. ونستنتج من ما رواه الأوروبيون الذين قدموا إلى هذه البلاد في مطلع القرن السادس عشر، أن مدري بحري كانت حرة مستقلة تحكم من أبنائها حتى البعثات البرتغالية التي وصلت إلى إثيوبيا في ذلك الوقت حصلت على تصريح عبور إلى إثيوبيا من حاكم مدري بحري.

اعتراف لملوك إثيوبيا

في 1520م لم يسمح بحري نقاسي (ملك مدري بحري) بمرور البعثة البرتغالية (ليما) التي وصلت مصوع (ምጽዋዕ) والتي كانت في طريقها لمقابلة نقوس لبنا دنقل داويت (ملك إثيوبيا الذي حكم من 1507م وحتى 1540م)، وسمح لها بالمرور عبر بلاده الى داخل إثيوبيا فيما بعد. وهذه البعثة البرتغالية هي التي نشرت تصريح لبنا دنقل داويت ملك إثيوبيا الذي قال فيه “ان مدري بحري ليست بأرض إثيوبية بل هي ارض تخص ساكنيها” وهذا التصريح هو واحد من عدة تصاريح لملوك إثيوبيا يقرون فيها باعترافهم بان أريتريا ليست ارض خاضعة لهم عكس افتراءات أغلب حكام إثيوبيا.

الحكم العثماني 

عاشت أريتريا تحت الحكم العثماني التركي منذ عام 1557م، ثم خلفت مصر الخديوية الأتراك في حكم أريتريا، إلى أن جاء الاستعمار الأوروبي متمثلا في المملكة الإيطالية التي أقامت أولى مستوطناتها حول عصب في 1882م واحتلت كامل التراب الأرتري 1890م حتى 1941م.

اكتسبت “أريتريا” اسمها من الاسم اليوناني للبحر الأحمر “سينيوس أرتريوس”. وأطلق على أريتريا إسمها الحالي بحدودها الحالية الإستعمار الإيطالي في 1890م.

الاتحاد الفيدرالي مع إثيوبيا

بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية خلفت بريطانيا إيطاليا منتدبة من الحلفاء المنتصرين في الحرب، ثم الاتحاد الفيدرالي مع إثيوبيا الذي فرض على الشعب الأرتري من قبل الأمم المتحدة والذي ربط أريتريا بإثيوبيا في اتحاد فدرالي في 1952م.

ونتيجة لإلغاء إثيوبيا الإتحاد الفدرالي وتغاضي الأمم المتحدة صانعة الاتحاد الفدرالي بين أريتريا وإثيوبيا عن تصرف نظام الإمبراطور هيلي سلاسي، وإمعانه على قمع الشعب الأرتري تفجرت الثورة الأريترية..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى