
صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب «الداء والدواء – لابن القيم الجوزية» تلخيص وتقديم أ.د. تامر عز الدين.
هذا الكتاب وضعه مؤلفه -ابن قيم الجوزية رحمه الله- إجابة على سؤال من رجل مريض بداء لم يجد له دواء، فأجابه المؤلف بأنه ما من داء إلا وجعل الله له دواء، فإن صادفه حصل الشفاء.
ثم بسط الكلام على هذا الأمر بإسهاب وتفصيل ودعمه بالأدلة العقلية والنقلية وبالتجارب والخبرة، حيث يبدأ في موضوع بذكر أسباب الداء، ثم يشرع في وصف الدواء الملائم للداء.
د. تامر عز الدين، قام بتقديم وتلخيص الكتاب مع المحافظة على تقسيماته الأساسية، إلا أنه حذف الحواشي والجمل والمتون، وتوضيح الصعب وشرح الملتبس لتسهيل المعنى والفهم وتوصيل المقصود، وتلخيص الاستطرادات التي تقطع على القارئ استرساله واندماجه مع المعاني، فحذف الاستطرادات الفقهية، وبعض القضايا العقدية، والآثار الإسرائيلية، والأحاديث الضعيفة، والمعاني المكررة.
الدواء لأمراض القلوب
الكتاب يحوي لغة جميلة ويستشهد بالأشعار تضيف لفائدة الكتاب الأصلية تحبيب من يقرأه وخصوصًا الشباب في اللغة وتذوق الشعر، وهذا أمر يفتقده أبناء اليوم لذلك حرص الباحث على الإبقاء على أبيات الشعر التي استشهد بها المؤلف..
يقول «عز الدين» في مقدمته:
«بعد أن عملت طبيبًا جراحًا للقلوب، وجدت أن أشد الأسباب تأثيرًا على القلب تكون النفس مصدرها، وأن الأمراض العضوية وإن كانت صعبة فليست من الخطورة كأمراض القلب الروحية، وقد تناولت هذا الموضوع في كتابي وجع القلب، إلا أنني وجدت أنه من الضرورة معرفة الإنسان بتفاصيل أمراضه القلبية بمفهومها الروحاني والنفسي والخلقي بقدر أهمية معرفته بأمراضه العضوية، فالأخيرة أطباؤها في كل مكان، والأولى نادرًا أن تجد أطباءها من حولك.
أنصح بمعاودة قراءة الكتاب أكثر من مرة.. وأن يحفظ القارىء المهم من سطوره، وشواهده من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأبيات الشعرية، فمن يستطيع فعل ذلك فإنه ـ بإذن الله تعالى ـ سيتمكن من معالجة الكثير من الأمراض التي يعاني منها الشباب هذه الأيام، ويجد فيه الإجابة الواضحة على الأسئلة التي تحير القلوب والنفوس»
ويضيف: «مهم إعادة إحياء مثل هذه النوعية من الكتب والتشجيع على قراءتها ودراستها وشرحها وفهمها جيدًا، فهي وسيلة مهمة من الوسائل التي تساعد على استعادة الأخلاق الضائعة ومساعدة الكثيرين في الشفاء من الأمراض الأخلاقية الشائعة في هذا الزمن، ومد يد العون للخروج من مستنقع الذنوب».