«الدليمي» يكشف المسكوت عنه في.. «الجندر»
بحث دعمه المؤلف بالوثائق التي تمخضت عنها مؤتمرات وندوات وملتقيات

صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، كتاب «الجندر من العقلية إلى الجسدية»، دراسات في المصطلح وما ورائياته، للمفكر والأديب العراقي كامل حسن الدليمي.
يضم الكتاب بحثًا يقترب من الأكاديمية حول مصطلح الجندر، بطرح الأفكار ومناقشتها، دعمه المؤلف بالوثائق التي تمخضت عنها مؤتمرات وندوات وملتقيات نشرت حولها بحوث كثيرة.
تساؤلات يجيب عنها «الجندر من العقلية إلى الجسدية»
يحاول المؤلف من خلال هذا البحث الإجابة عن هذه الأسئلة:
ما هو مفهوم الجندر وما نفع الإنسان من اتباعه بشكليه السلبي والإيجابي؟
ما المصطلح بحرية الجسد أو ملكيته الخاصة بلا قيود؟
هل يعني الجندر المساواة بين الجنسين من حيث الحقوق والواجبات؟
هل يدعو الجندر للمثلية من خلال حرية الجسد؟
هل ترجم المصطلح بشكل يؤمن معناه الكلي؟
هل يمكن العيش على الأرض بجنس دون آخر؟
ماذا لو كان البشر من الذكور فقط أو بالعكس؟
وغيرها من الأسئلة المتعلقة بها، لبيان وتوضيح المسكوت عنه في المصطلح القديم الحديث، بالرجوع إلى الوثائق والأطروحات الغربية والعربية مع أو بالضد من الفكرة، وبيان التأييد والرفض في ذات الوقت.
مقدمة كتاب الجندر
يقول الأستاذ الدليمي في مقدمة كتاب الجندر:
تسعى منظمات مشبوهة لقيادة العالم، ولكن كيف ومتى وبأي طريقة؟ هذا ما تسعى إليه الدوائر البحثية والمراكز العلمية المرتبطة بتلك المنظمات، بينما تتزايد المساعي لاستقلال الأمم ورسم سياسات خاصة بها بعيداً عن المؤثرات الخارجية (قوى متحدة وأخرى مشتتة) والصراع محتدم عبر العصور، والملاحظ أن المنظمات المشار إليها تفكر بشيطانية لم تعهدها الأرض وهي تغري العقل الإنساني بجدوى المغايرة والانحراف والكفر بقيم ومبادئ كل أمة؛ لأنها لا تسود بغير الفوضى الفكرية، وأن إحكام السيطرة على البشرية ما عادت من خلال القوى المسلحة وآلة الحرب، بل من خلال التلاعب بقناعات الشعوب ومسخ قيمها دينياً واجتماعياً واقتصادياً، بل ومحو ما تعتقد به كلاً أو جزءاً، وتحسب ذلك مكسباً وغلبة ونصراً من خلال إيجاد نظريات تدعو إلى التحلل والانحطاط والخروج عن كل ما هو قيمي.
ولعل تصنيفاتهم للكون وضرورة قيادته بالتخلي عن أي موروث هو الضامن لتسيد العالم، لقد انحرفوا تنظيراً: فعرفوا البشر أو البشراني أو الهومو، هو جنس يندرج تحت فصيلة البشرانيات في علم التصنيف الحيوي، ويتفرع منه الإنسان الحديث أو الإنسان العاقل والأنواع الحيوية المرتبطة به، وهو ما يمكن التلاعب بإعداداته الفكرية وتسطيحها.
تعريفات المصطلح
وقد ذهبوا إلى التعريفات الإحيائية؛ فذكروا أن نظرة علم الأحياء من حيث سلفه الموحد وسَيْغ تَرَاصّه وتباينه عن غيره من الأجناس وجنس آدم، ويعني الجنس البشري لأن كلمة هومو تعني بشر باللغة اللاتينية.
لم يتبق من هذا الجنس سوى نوع الإنسان المعاصر المعروف علميًا باسم الإنسان العاقل الحديث (ميّز عن الإنسان العاقل الأول)، وهو ما تعمل تلك المنظمات عليه عقليًا بشكل مستمر، أما باقي أنواع هذا الجنس فقد انقرضت.
كان للبشر السالفين للإنسان العاقل أدمغة صغيرة في مطلع ظهور هذا الجنس( )، ولا علينا في تفصيل ذلك قدر تعلق الأمر بالهيمنة على العقل البشري والأهداف تتعلق بقيادة الإنسان من مجموعة معينة توجهه كما تريد لا كما هي الفطرة، وتحصد من ذلك مقدراته ومصيره وقوته وتفكيره… ويتحول بذلك إلى آلة تؤدي الدور المرسوم لها دون أدنى تفكير.
أفكار شيطانية
إن إطلاق نظريات جديدة بهذا الصدد لا تخلو مطلقاً من أهداف على المديين القريب والبعيد، وهذا سبب التخطيط لإيجاد وإطلاق الأفكار الشيطانية والقادرة على إحداث متغيرات ذات سمة عالمية لا تستهدف أمة دون أخرى، ولعل الجندر واحد من تلك الاستراتيجيات التي تحقق لتلك المنظمات المشبوهة أهدافها على المدى البعيد، وهو يعني أن وضع نظرية بهذا الأثر كفيلة بتحويل البشري إلى ما يشبه الحيواني من حيث العقل، ويتحول إلى مَقود بالمطلق لا يتحكم بشيء وكل ما حوله يتحكم فيه، (قواه العقلية، قواه الجسدية، شهواته، قناعاته …)، باعتبار أن الإيمان والمعتقد هو ما رسخ في ذهنيته بقناعة أو بمؤثر خارجي.
وهذا فعلًا ما يحصل اليوم في عالمنا المليء بالصراعات والأفكار المتقاطعة والفوضى العارمة، الأمر الذي يتطلب العودة إلى العقل وتفعيله ومناقشة حتى المسلمات التي آمن بها الإنسان بروية حتى يتم له اليقين، وليس عسيرًا أن يعود الإنسان لطرح الإشكاليات على طاولة البحث والتقصي والتمحيص ليعرف ما له وما عليه.