
Latest posts by ضياء غالب بريك (see all)
- الراحة لا تنالُ بالراحة - 18 يونيو، 2020
التزامك بقدر من الرياضة يوميًا، ماذا يصنع؟ على المدى القريب ربما لا شيء، ولكن الأثر يظهر على المدى البعيد. لاحظ النشاط الذي يشعرُ به الرياضيون والرشاقة التي يمتلكونها. يصنعون جسمًا مثاليًا رشيقًا. يُبعد المرض وزيارة الطبيب وحبوب الدواء. تمكنهم الرياضة من الاستمتاع بالمأكولات التي يحبونها طوال حياتهم.
تخيَّل نفسك قد حققت أحلامك ووصلتَ إلى النجاح والثروة ولكنك لا تمتلك العافية والصحة اللازمة للاستمتاع بهما فأيُّ خاسرٍ تكون؟
التزامك بمنشور واحد يوميًا لتسوِّق لشركتك سيعطيك 1825 إعلان على مدى خمسة أعوام، أي ما يعادل طاقة أقوى الحملات الإعلامية (المكلفة) فكيف تهمل ذلك؟
لذلك أقول لك؛ افعل ما عليك فعله وامش في طريق نجاحك ولا تشغل نفسك بحجم الخطوات وإنما باستمرارها.
خطواتك للنجاح مثل الرياضة أثرها على المدى البعيد
التزامك بإضافة معلومة واحدة في مجال تخصصك يوميًا سيعطيك قدرًا من التميز لم تكن تحلم به مع مرور الوقت فأنت معلم أمهر، طبيب أقدر، مهندس أقوى، مسوِّقٌ أعلم، متحدث أفصح، … إلخ.
فما بالك بمعلومتين أو ثلاث يوميًا، مهارتين أو ثلاث، آيتين أو ثلاث؟ 1825 + 1825 + 1825 = ؟؟
وإذا أهملت ما سبق فلك أن تتخيل مقدار الخسارة التي مُنيتَ بها، والأموال التي خسرتها، والحسنات التي خسرتها، والأفكار والمعلومات والمعارف التي خسرتها في سنين عمرك الماضية. لن تجني من التشتت والإهمال إلا قائمةً من المهام والأمور غير المكتملة والتي يُحدثُ إكمالها بونًا هائلًا.
وهذا ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض حديثه: وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ. (صحيح البخاري).
والالتزام بعيد المدى لا شك، ليس بالأمر السهل، لأنك قد تحمل نفسك على ما لا تحب أيامًا كثيرة أو ربما شهورًا وسنينَ كثيرة. ولو كان سهلاً لما كلف الله النفوس بالالتزام بقدرٍ من الطاعات والعبادات النفسية والجسدية ووعد على الالتزام بها جنةً عرضها السماوات والأرض.
وكما ذكر ابن القيم «ومعلوم أن الراحة لا تنالُ بالراحة، فعالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته وتحقيق بغيته لأن المكارم منوطة بالمكاره».
من كتاب «لا تعجز» عن دار النخبة للنشر