أخبارناالصحف

الرمز قناع لرفض الاستبداد في «موت الأب»

أحمد خلف: الأساطير ليس لها هدف مباشر، بقدر ما هي تعبير عن حاجة مجتمع

تحت عنوان «موت الأب.. رواية عن المجتمع الأبوي تتخذ الرمزية قناعًا لرفض الاستبداد» نشر موقع «إرم نيوز» حديث مع الروائي العراقي الكبير أحمد خلف.. 

وجاء في الحديث: 

صدر حديثًا للكاتب العراقي أحمد خلف، الطبعة الثانية (عن دار النخبة) من روايته «موت الأب» التي تتطرق لما يتعرض له المجتمع العربي من طغيان ونزعة للتسلط الاجتماعي والأسري، في إطار رمزي؛ عنوانه النقد المغلف بأسلوب فني رفيع.

في الرواية، يقتل رب الأسرة أخاه المسالم، عقب سوء تفاهم، ليتغير مسار تلك الأسرة، وتعيش استحقاقًا غير متوقع، وتتسبب حماقة الأب بتشتت أفرادها، وتدمير حياتهم.

رواية «موت الأب» تمتاز برمزيتها

ويتخذ الكاتب من الأسرة المنكوبة قناعًا يرمز من خلاله لأهوال يشهدها البلد ككل، في محاولة لتفكيك بنى المجتمع ومركزية السلطة في أصغر دوائره؛ المتمثلة بتسلط الأب.

وفي حديث خاص لـ«إرم نيوز»؛ يقول الكاتب أحمد خلف:

«رواية موت الأب تمتاز عن أعمالي السابقة برمزيتها، إذ إن موضوعها اجتماعي النزعة، لكنه سياسي الغاية والهدف.

كل ما فيها يدين الطغيان والجبروت الأسري، في ظاهره، لكنه في حقيقته يشي بعمق أكبر».

وأضاف: «حين باشرت تأليف الرواية، كان في رأسي تصورات عن ضياع العدالة، ليس في هذا البلد فقط، بل في عموم بلدان العالم.

وليس في عصرنا الراهن فقط، بل عبر التاريخ؛ الرواية سجل إدانة لأي نظام شمولي لا يراعي حقوق الإنسان».

وسخر الكاتب الأدوات الفنية الجمالية للرواية الحديثة لخدمة النص وإخراجه من إطار الواقعية والمباشرة، مستعينًا بالميثولوجيا ولتكون الأساطير خير من يقدم المشهد السردي الكافي للإدانة.

وقال أحمد خلف إن «الأساطير ليس لها هدف مباشر، بقدر ما هي تعبير عن حاجة مجتمع، يدين لكل ما هو مثيولوجي وخرافي».

طبع الرواية تأخر لنقدها لرموز السلطة

وأشار الكاتب إلى أن طبع الرواية تأخر بسبب رمزيتها ونقدها لرموز السلطة في العالم العربي..

وركز الكاتب في روايته على الوصف، ليؤطر الأحداث بخلفيات مناسبة للمشاهد، تضع القارئ في الجو العام للرواية.

يقول في روايته: «وضع الغليون داخل إناء خزفي أنيق مصنوع على هيئة خوذة مقاتل، موشاة برسوم صينية ونمنمات رشيقة؛ الإناء دورق من السيراميك محلى بنقشات، اتخذت هيئات وأشكالًا متبانية، في سعتها ورشاقتها ودقتها.

نساء نحيفات برشاقة تثير الانتباه، شبه عاريات بأذرع ممدودة نحو المدى؛ كسهام منطلقة ترشق ظبيًا هاربًا، والسهام الخفيفة تكاد تنوشه أو تحط على كتف الظبي برفق لا تجنٍ فيه».

ويضيف في موطن آخر: «ترى هل لك أن تتصور أناسًا يأتون ليسكنوا غرفًا تفوح منها روائح مدوخة؛ روائح خمور رخيصة وسجائر محلية لا يجرؤ أحد الآن على تدخين واحدة دونما سعال يشتد، والأنفاس تغدو ثقيلة وصعبة».

رواية «موت الأب» من إصدارات دار النخبة المصرية ، 2020، وتقع في 289 صفحة من القطع المتوسط. .

عن الكاتب

أحمد خلف، كاتب عراقي ينتمي إلى الجيل القصصي الستيني الذي سعى إلى التفرد والتجديد، حاصل على إجازة جامعية في التربية.

عمل رئيسًا لقسم الثقافة في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون. وتدرج في العمل الصحفي،

وعمل محررًا ثقافيًا بدرجة سكرتير تحرير في مجلة الأقلام ثم رئيس تحرير في دوريات عربية كمجلة اتحاد الأدباء في العراق .

عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. عضو نقابة الصحفيين العراقيين.

سبق وصدر له المجموعة القصصية «نزهة في شوارع مهجورة» عام 1974،

والمجموعة القصصية «منزل العرائس» عام 1978، ورواية «الخراب الجميل» عام 1980، والمجموعة القصصية «القادم البعيد» عام 1984.

وشارك في عام 1986 بتأليف كتاب نقدي؛ بعنوان «دراسات نقدية» عن القصة والرواية العراقية،

وأصدر المجموعة القصصية «صراخ في علبة» عام 1990، التي تضمنت أيضًا رواية؛ بعنوان «نداء قديم».

صدر له أيضا المجموعة القصصية «خريف البلدة» عام 1995، التي فازت بجائزة الأبداع،

والمجموعة القصصية «في ظلال المشكينو» عام 1996، والمجموعة القصصية «تيمور الحزين» عام 2000، ورواية «الحلم العظيم» عام 2009.

وفي عام 2001 أصدر الكاتب المجموعة القصصية «مطر في آخر الليل» عن اتحاد الكتاب العرب.

ورواية «حامل الهوى» عام 2005 عن دار المدى ، ورواية «محنة فينوس» عام 2007،

وكتاب «الرواق الطويل» عام 2012، ورواية «تسارع الخطى» 2014،

والمجموعة القصصية «عصا الجنون» عام 2015.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى