
تحت عنوان («قيم التقدم» للمفكر طارق حجي جديد دار النخبة) كتبت جريدة الشروق خبر صدور الكتاب..
وجاء في الخبر:
صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب «قيم التقدم» للمفكر العالمي دكتور طارق حجي، ويأتي هذا الكتاب ضمن مشروع نشر الأعمال الكاملة للمؤلف.
يحاول الكتاب أن يطرح موضوعًا، ليكون (محورًا) يلتقي حوله مثقفون كثيرون في مصر اليوم، وقد يختلفون في تفاصيله، ولكنه يبقى مؤهلًا؛ لكي يكون محل مساحة من الاتفاق تتجاوز مساحات الاختلاف.
الإنسانية أعلى أفق من الحضارة
وينطلق كل فكر يحتويه هذا الكتاب من إيمان بأن هناك ثلاثة مستويات لثلاثة كيانات: «الإنسانية»، و«الحضارات»، و«الثقافات».
أن «الإنسانية» أفق أعلى من أفق «الحضارات»، وأن «قيم التقدم» هي من مكونات الأفق الأعلى، أي: أفق «الإنسانية»، وهو ما يجعلها فوق خلافات «الحضارات»، وخلافات «الثقافات».
وكما يقول د. حجي في مقدمة الكتاب: ورغم أن كل أفكار هذا الكتاب تتعلق بأفق الإنسانية، إلا أنها قد تصلح في نفس الوقت؛ لتوجيه العلاقة بين «الحضارات» لدرب «الحوار»، عوضًا عن تركها،
تسقط الآن بقوة الفوضى الناجمة عن غياب التحاور (الديالوج)؛ لتصبح «مسيرة» على «درب الصراع» أو «درب الصدام» والمستقبل، أي مستقبل، كما يقول «سارتر»: هو (ما يصنع في مطبخٍ الآن).
وبالتالي فإن السؤال حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين الحضارات، وهل تكون «حوارًا»؟ أم «صدامًا»؟
هو سؤال توجد إجابتان محتملتان عنه، فمستقبل العلاقة بين الحضارات يمكن أن يكون في صيغة الحوار كلية، إذا كانت جهود الفكر اليوم تهدف لذلك،
كما أن مستقبل العلاقة بين الحضارات، يمكن أن يصبح فى إطار الصدام، إذا كانت جهود الفكر اليوم ستترك «العربة» تسير بقوة الدفع الذاتي لجريمة عدم تأصيل الحوار.
لمحات من كتاب «قيم التقدم»
يقول المؤلف د. طارق حجي: في أواخر سنة 2000 دعتني الجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ للحديث عن طبيعة الإصلاح الذى أنشده للتعليم فى مصر،
وفي محاضرتي بمبنى «المعسكر اليوناني» بالجامعة، تحدثت باستفاضة عن الفارق بين «التغيير الكمي» في نظام تعليم معين، وبين «التغيير الكيفي أو النوعي»،
وقلت: إننا أولينا «التغيير الكيفي أو النوعي» القليل من العناية والاهتمام؛ نظرًا لبقاء فلسفتنا التعليمية قائمة على «التلقين»، و«اختبارات الذاكرة».
مع الاهتمام القليل جدًا بالإبداع والحوار (الديالوج فى مواجهة المونولوج)، وبقاء التعليم قائمًا على فكرة أن المدرس جهاز إرسال للمعرفة، وأن التلميذ أو الطالب جهاز تلقٍ واستقبالٍ لما يرسله المدرس.
وعندما دعتني جامعتا برنستون (Princeton)، وكولومبيا (Colombia)، في شرق الولايات المتحدة، وجامعة كاليفورنيا بيركلي (California Berkeley)، في غرب الولايات المتحدة في الربع الأول من سنة 2001؛ لإلقاء محاضرات على طلبة أقسام الدكتوراه بمراكز دراسات الشرق الأوسط بها..
عدت في هذه المحاضرات إلى ضرورة حدوث ثورة تعليمية في منطقة الشرق الأوسط، إذا كان المراد هو غلبة سيناريو السلام.
السلام الحقيقي القائم على الشرعية، ومبادئ القانون الدولي، والتنمية الشاملة اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا.
وأن هذه الثورة التعليمية على تعقدها، وتركيبتها، تقوم في الأساس على فلسفة تتوخى بذر قيم معينة سميتها «قيم التقدم.