
صدر عن دار النخبة ديوان «عزف على وتر القصيد» للشاعر وسام عمارة ، يقع الديوان في 192ص.
هذا الديوان خلاصة اكتنزت أبجدية الشاعر الأسلوبية، وأبرزت خطوطه الشعرية ورسّمت خطواته الإبداعية من تجلياتها .
فجاء «عزف على وتر القصيد» بلغته الرشيقة وألفاظة السلسة ليكون لحن جميل استطاع الشاعر من خلاله أن يخطه على ورق عبر أسطر مكتوبة، وكأنك تستمع إلى إيقاع مكتوب.
إنّ ما يميز كتابة وسام عمارة في هذا الديوان، هو مقدرته الواضحة على المزج بين واقعية الكلمات والمعاني من ناحية ورمزية اللغة الشعرية المتخيلة.
وإذا تأملنا قصائد الديوان نجد محاور التعبير التي اعتمد عليها الشاعر في بناء قصائده الشعرية على وجه العموم وفي مستوياتها المختلفة الإيقاعي والأسلوبي والتشخيصي، واختيار اللغة والمضمون، كانت من منظور إنساني وجداني خالص.
وهنا لا بد لنا من الإشارة إلى أن النقد الحديث يدعو إلى ضرورة أن تكون اللغة الشعرية لغة خلق وإبداع، تشير إلى دلالات غير مألوفة، ولغة تفوق لغة الناس، وإلا أصبحت لغة الشعر مجرد ألفاظ نحوية أو صوتية إيقاعية..
يقول الشاعر:
كَأنَّ بَسمَتَها نورٌ أَطَلَّ فَلَم // يَترُك لَنا ظُلَمًا مِن شُرفَةِ القَدَرِ
وَالرّيحُ ما انبَعَثَت مِن جِيدِها انتَشَرَت // فَيضًا مِنَ المِسكِ حَولَ الطّوقِ والشَّعَرِ
وَالقَلبُ يَعرِفُها مِن قَبلِ رُؤيَتِها // طَيفًا يُداعِبُني مِن مَنشَأِ العُمُرِ
لَو أنّها ابتَسَمَت لَم تُبقِ بَسمَتُها // في الكَونِ مَتَّسَعًا لِلحُزنِ والعِبَرِ
تَبدو فَتَتبَعُها الأنظارُ تَرمُقُها // في غَيرِ بَغيٍ وَلا فُحشٍ مَعَ النَّظَرِ
والقُرطُ في أذْنِها كالنَّجمِ لَمعَتُهُ // والشّعرُ مِن فَوقِهِ كَالّليلِ في سَفَري
ومن أجواء الديوان أيضًا:
فَإن هُم أحَبُّوكَ اقتَفوا كُلَّ مَيزَةٍ // وَلم يُبصِروا عَيبًا وَلَو كانَ كَالشّمسِ
فَإن كُنتَ ذا قَنصٍ فَحَدِّق تِجاهَهُ // وَلا تَنشَغِل بالنّاسِ عَن سَحبَةِ القَوسِ
وَما اليَومُ إلّا ما هوَ المَرءُ زارِعٌ // مِنَ الخَيرِ والشّرِّ الذي كانَ بِالأمسِ
فَما كُلُّ ما يَرجو الفُؤادُ يَنالُهُ // وَما كُلُّ ما يَجري حَبيبٌ إلىٰ النّفسِ