«القاهرة-أوسلو».. فانتازيا الواقع والخيال
تداخل الأحداث مع عرض لأفكار كشفها المؤلف ببراعة ليسلط عليها الضوء

صدر حديثًا عن دار النخبة رواية «القاهرة-أوسلو» للروائي خالد عبد السلام. تقع الرواية في 97 صفحة من القطع المتوسط.
تتناول الرواية موضوع الانحراف الفكري والتطرف في إطار (فنتازيا) دمجت بين الواقع والخيال صاغ فيها المؤلف الأحداث متنقلًا بين المشاهد بسلاسة.
وتداخلت الأحداث مع عرض لأفكار كشفها المؤلف ببراعة ليسلط عليها الضوء ويبين خداعها ونفاق مروجيها.
يقول الراوي:
يجلس بجوارها على الفراش، يتابع نومها في عبث تقلباتها يمينًا ويسارًا، ينفث دخان سيجارته المتصاعد من فمه بشكل مخروطي، للمرة الأولى يدرك أن زوجته لديها وجهًا بريئًا إلى هذا اللاحد، مال عليها برأسه ولثم جبهتها برفق، لا يدري لماذا انصرف عنه النوم منذ البارحة؟
شارك (حسن البناني) قبل أشهر في الثورة المسلحة، لم يحمل السلاح، لكنه دافع عن حملة السلاح، لم يرق الدماء، لكنه أضاع حرمة الدماء أمام غاية الثورة من أجل دولة الخلافة، لم يحرق البنايات، لكنه شارك في اختيار المحروقات، محامٍ هو، تجاوز من العمر خمس وأربعين سنة، لم ينضم للجماعة تنظيميًا، لكنه طالما كان حليفًا لها.
وفي موضع آخر من رواية «القاهرة-أوسلو» يقول:
بين الصخور التي يحطمون فيها بلا هدف غير إنهاكهم، والإجهاز على معنوياتهم، قعد (حسن) على واحدة مقابلًا (هلال)، ثم أشار له بإخفات الصوت:
– لمست طرف الخيط.
– كيف؟!
– سنعبر الجدار الكبير!
– إلى كرداسة؟! أتمزح؟
– هناك سنخرج إلى…
– إلى الدويلات الأخرى التي يحكمها أبناء الزنا!
– هنا فقط يمنعون العبور، يمنعون السفر، يمنعون الخروج!
– موسم الحج اقترب، سنعبر، ونغادر مع المغادرين إلى الحج، ومن ثم يلجأ الناس إلى الجزائر، إلى الأردن، إلى تونس، إلى موريتانيا… إلخ.
– كيف سنعبر هذا الجدار؟
– هذا ما سنخطط له!
– نحتاح إلى حشد! نحتاج إلى تنظيم، يجب أن يعلم الجميع بهذا الأمر، دون علم الخليفة وحاشيته، ووشاته!
– سنفعل ذلك!
خلال عودته إلى البيت سمع ضجيج، النساء في الشرفات يصرخن، والرجال يقفون حانيين رؤوسهم إلى الأرض، انقبض قلبه في قلق وفزع.
– رجال الأمن اعتقلوا (سنية) بنت (حسن البناني)؛ بعد أن خرجت من البيت تصرخ أن يسقط الخليفة…