
صدر حديثًا عن دار النخبة رواية «الكوبرا» للكاتب محمد جميل. هذه الرواية تجسيد لتجربة بطل رياضي تحلى بروح الإصرار وعشق النجاح فيما أحب من هواية في حقيقتها معشوقة الملايين هي كرة القدم.
لكن الجديد في الرواية هو أن المؤلف عبر خلف كواليس ما يدور في أروقة الملاعب الكبرى. وتُعَد أول عمل روائي عن الكابتن محمود الخطيب، وأول عمل أدبي عن كرة القدم داخل مصر.
نموذج للنجاح
يقول المؤلف في المقدمة:
في حياتنا نماذج للنجاح والإصرار والتشبث بالأمل من دون كلل ولا ملل ولا يأس.. هم بيننا ولا نراهم، وقد يحالفهم — لا أقول الحظ — بل أقول — القدر، أو التوقيت في تحقيق ما تمنوا من أهداف.
هذه تجربة عشتها بنفسي.. أحداثها حقيقية بنسبة كبيرة ممتزجة بجزء من الخيال.. أتمنى أن أكون قد وُفِّقت في وصفها بعمق..
أروي فيها ما تعرضت له من صعاب، وما اختلج نفسي من مشاعر وأحاسيس؛ تيسر لي وصفها بدقة، ووصف ظروف كانت تنقلني من رجاء إلى أمل؛ بدا كأني ألمس تحققه، ثم ينفلت مني ولا يبقى لي سوى الثبات، ومحاولات.. المرة تلوى المرة رغم مرارة الألم.. وحاولت خط سطور روايتي بعبرات رشيقة دفاقة..
محمود الخطيب النموذج السامي للرياضي
وأطلعكم على نجم من أعلام الكرة ممن زينوا سماء مصر بالفخر والعز: الكابتن محمود الخطيب «بيبو».. فتعرفنا عليه من خلاله، كما تعرفنا على السلوك السامي للرياضي الحقيقي.
وأسير معكم في روايتي وأنا أصور لكم بطل القصة وهو متألق العزم رغم ما تعرض له، لم تثنه الظروف الصعبة عن الحفاظ على ثوابته وطبيعته الريفية، التي تنحي ناحية الصبر الجميل، والأدب الجم، وأقدم لكم نموذجًا للحفاظ على المبادئ رغم ضراوة الظروف والمحن.
خالد عرفة هو اسمي.. البطل الرياضي لاعب كرة القدم.. وقد حرمتني الإصابة في الرباط الصليبي من استئناف مشواري، فتحول مساري من الرياضة إلى الفن، حيث انهمكت في أعمال تمثيلية مُذَاعة، وعلى المسرح بقصر الثقافة، كما أدلي بدلوي في كتابة المقال الرياضي في الصحافة،
وهي التي استهوتني فملت إليها حتى أن التقيت بأحد الشباب في بلدتي، فعرض علي هذا الشاب مهنة التدريب، ولم أكن أحب المهنة، فطلب مني الشاب أن أجرب؛ فتحدث مع أحد أصدقائه، وكان مدرب سباحة كنت أعرفه أيضًا، وهذا المدرب كان سببًا في دخولي الأكاديمية التي لم أعرف اسم صاحبها بعد.
رحلة داخل كواليس كرة القدم
وإذا بالمفاجأة.. إن صاحب الأكاديمية هو الكابتن «بيبو».. وعلى فوره وافقت، ولم لا و«بيبو» هو مثلي الأعلى، فقد كنت أحلم أيام كنت لاعبًا باتصاله بي ليطلب مني اللعب للنادي الأهلي كحال بقية اللاعبين الذين نالوا هذا الشرف، لكن حالت الإصابة في الرباط الصليبي دون ذلك..
وها أنا ككاتب أسرد لكم رحلة خالد عرفة، وأسرد ما اختمر في نفسي عما يدور داخل كواليس معشوقة الجماهير كرة القدم، وعما يدور داخل الملاعب وما يحدث فيها.
نعم؛ لم أكن بطل الرواية، لم أكن رياضيًّا، ولحقتني إصابة في قدمي؛ فأعاقت طموحي فحسب، لكن مكنتني من الكثير كي أقدمه، وآية ذلك ركوبي الصعب والمستحيل، حين أتحول من الملاعب إلى الفن إلى الكتابة.. لذا يطيب لي ويشرفني أن أقدم هذا العمل الذي جسدت فيه روح الإصرار والنجاح والأمل.