إبداع

المرأة والأنوثة

واقع الحروب والويلات يفقد الكثير من الصفات الجمالية

عماد الدعمي

مما لا شك فيه أن أهم ميزة للمرأة هي الأنوثة فإذا ما غابت عنها هذه الصفة حينها تفقد الكثير من شخصيتها الجمالية وينعكس عليها ذلك سلبًا في حياتها اليومية.

وإذا ما بحثنا في الأسباب والمسببات التي أوصلت المرأة لأن تفقد أنوثتها وتشعر أنها ليست أنثى فسنجد عدة عوامل قد أحاطت بها وأوصلتها لهذا الحال؛ ومن الأسباب الرئيسية هو الواقع الذي يحيط بها.

فهناك فرق كبير بين امرأة أفنت حياتها في الحروب والويلات وأخرى تستيقظ على زهرة الياسمين، وهذه المعوقات تحدث نتيجة الأحداث والمجريات التي تدور حولها، ورغم أننا نؤمن أن هناك أسبابًا أخرى تحيط بحياة المرأة في بيتها ومكان عملها وما يدور حولها تعود عليها سلبًا وليس إيجابًا.

الأنوثة بين الرجل والمرأة

ولكننا وبذات الوقت لا نعترف بكل المعوقات والصعوبات التي تواجهها وبالتالي تؤثر على معاني المرأة الأساسية، وهذا منطبق على الرجل ذاته حينما يفقد رجولته؛ حتى أننا في أحيان كثيرة نراه يفقد توازنه ويصل به الأمر أن يكون مبتذلًا لا يرقى للرجولة التي تعد جوهره الأصلي، فبدلًا من أن يقول سلام عليكم يقول مساء الحب ويجرها بصوته على أنه رقيق شفاف.

وفي أحيان نرى المرأة وهي تفقد أنوثتها حتى تصل إلى درجة أن تذهب عنها كل صفات الهدوء والجمال والرقة والمعاني السامية كالحنان والعطف والمودة؛ وكأنها رجل أمام الناظرين، متناسية أن الخجل والحياء والتحركات والخطوات وحتى الحديث من مفاهيم التوازن عند المرأة. وحتى لا نخرج عن الأنوثة التي ما أن فقدتها المرأة لأي سبب كان حينها ستفقد الكثير مما يرتقي بها لمستوى المرأة الحقيقية.

فيما تستخدم المرأة أنوثتها

لذا أدعو كل امرأة أن تتسلح بسلاح أنوثتها فهي المقياس الأهم في حياتها، وهناك من تتصنع الأنوثة وتظهر بها وفي ظنها أنها من الصفات الجيدة التي تمنحها شخصية قوية، خاصة إذا كانت امرأة تتطلع للقيادة وإثبات شخصيتها ودورها في المجتمع، ونحن لا ندعو المرأة أن تستخدم أنوثتها إلا في المواقع التي تقوي من شخصيتها وتمنحها الثقة بنفسها ولا تجعلها سلعة رخيصة، فلا يوجد رجل متزوج لا يحب أن يرى أنوثة زوجته وتعاملها معه بلطف وحنان ورقة، وهل هناك إنسان لا يريد امرأة بمواصفات تليق بها ولا تقلل من قيمتها ولكن لا على وجه التكلف والتصنع.

ونحن ندعو المرأة أن تقوم بما يليق بأنوثتها وتتجنب ما يقلل من قيمتها كالصوت العالي أو إهمال مظهرها الخارجي أو حدة الخجل والإفراط المؤدي إلى إلغاء كيانها وبهذا يتجلى لدينا واضحًا كيفية معاني الأنوثة ومدى تأثيرها على المقابلين إذا ما وظّفت بالطرق السليمة التي ترقى بالمرأة وتظهرها بجماليتها، والتي تعد مصدرًا مهمًا من مصادر الحياة لأنها تمثل نصف المجتمع، ولها الدور الريادي في صنع حياة جميلة تعود نفعًا على المجتمع والأسرة والشارع وما يدور حولها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى