«المسميات الحيوانية في النصوص الأدبية»… للمهتمين بالكتابة والتأليف
كتاب يساعد على كيفية اختيار العنوان ليكون منسجمًا مع النص

صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، كتاب «المسميات الحيوانية في النصوص الأدبية» للكاتبة العراقية فاتن طه ناصر.
يقع الكتاب في 157 صفحة من القطع الكبير، تسعى المؤلفة فيه إلى معرفة الدلالات الناتجة عن المسميات الحيوانية والضرورة التي جعلت منها أساس نصوص كثيرة أو دلالات نفسية أو سياسات معاصرة.
العلاقة بين المسمى ومحتوى النص
يجيب البحث عن التساؤلات في استعمال المسميات الحيوانية دون الأخرى كعنوان للنصوص الأدبية وبيان العلاقة بين المسمى الحيواني للعنوان ومحتوى النص، والمقاصد الحثيثة وراء التسميات الحيوانية للنصوص في بعديها القريب والبعيد.
يفيد كتاب «المسميات الحيوانية في النصوص الأدبية» ذوي الاختصاص والمهتمين بالكتابة والتأليف، وكيفية اختيار العنوان ليكون منسجمًا مع النص، كما يفيد الباحثين في استثمار سمات الحيوان لينسجم مع محتويات تلك النصوص.
مقدمة كتاب «المسميات الحيوانية في النصوص الأدبية»
يكاد لا يخلو أي متن من المتون في الكون من عنونة، فهي الدال المعبر عن تلك المتون والدليل إلى حقائقه، وقد تنامت المسميات مع تطور الفكر الإنساني وهذا دليل على أهميته بالنسبة للإنسان منذ أقدم الحضارات، فحرص الإنسان على إخضاع كل متن ومهما كان نوعه إلى مسمىً كي لا تفقد المتون خصائصها ومميزاتها وبهذا أصبح لكل نص أدبي اسماً مدركاً صورياً ولفظياً.
لقد شهد عصر الإغريق البداية الحقيقية للتأليف الأدبي وخاصة في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، حيث كانت تجري مباريات للشعراء في تقديم ثلاث مسرحيات تراجيدية، وكان الحيوان حاضراً في هذه التراجيديات بشكل رمزي عن طريق تقليد المؤدين في تلك المناسبات للحيوان (العنزة) وهي رمز للإله (ديونيزيوس)، بل كانت جائزة الفائز إهدائه عنزة في مباريات الشعراء.
وجود الحيوان في حياة الإنسان
إن وجود الحيوان في حياة الانسان (بصفته أقرب الموجودات إليه) جعل له وجوداً فكرياً ومادياً، مما فرض بُعداً أدبياً له في القصص والحكايات وفي الشعر والأمثال وتلك كلها هيأت لترجمة حكايات الحيوانات إلى لغات العالم والتشجيع على محاكاتها.
ولم تستثن الثقافة العربية من دخول الحيوان في أدبها، فقد ورد ذكره في أشعار الجاهلية وفي الكثير من الحكايات الشعبية و قصص البطولات و ملاحم العرب، إذ منحت لكل حيوان صفات معينة، ومميزة له عن غيره ينظر إليها بإيجابية حيناً وبسلبية حيناً آخر تبعاً لمقاصد المتكلم و فهم المخاطب, فقد يمدح الحيوان ويهجيه في آن واحد.
الأدب جامع للثقافات
وبما أن الأدب هو عالم متكامل وجامع لثقافات مختلفة، أداته اللغة التي تميزه عن باقي الفنون فهو المعبر عن الأرضية الوجدانية للإنسان، وانعكاسه على المعنى من خلال التجارب التي غطت حياة الناس.
وكان للأديب دوراً في ذلك باختيار نصوصه وعناوينها بما يتناسب مع ما يحمله العصر من ثقل محتوى وقوة مضمون، فكان ارتباط المسمى الحيواني بالنصوص الأدبية منذ القدم سببه علاقة الإنسان بالحيوان وأصبح امتداد للمثيولوجيا.
فقد مثلت المسميات الحيوانية واجهة العديد من النصوص الأدبية بشعرها ونثرها ولا سيما القصة والرواية والنصوص المسرحية، إذ لا يمكن فهمها إلا بالخوض في أغوار النفوس لما لها من أفكار ومواقف ومشاعر تشير إلى ما حولها من موجودات، منها معروف ومألوف ومنها غريب وغامض. مما تطلب القيام بإنجاز هذا الكتاب لمعرفة الدلالات الناتجة عن تلك المسميات والضرورة التي جعلت منها أساس نصوص كثيرة أحتوتها هذه الوريقات المصفوفة تحت ناضريك عزيزي القارئ وأتوسم أن تكون بقدر ما تتمناه وتنال رضاك.