
تحت عنوان صدر حديثًا.. («وفاء غريب» رواية جديدة لـ عبد المجيد الخولى عن دار النخبة)، كتب اليوم السابع خبر صدور الرواية..
وجاء في الخبر:
صدر حديثًا عن دار النخبة رواية «وفاء غريب» للكاتب الروائي عبد المجيد الخولي، تقع الرواية فى 230 صفحة من القطع المتوسط.
تحكي الرواية قصة وفاء نادر، من زوجة نحو زوجها، ستجعل القارئ يشعر بحالة إشباع فريدة لقصة حبها؛ تعرض فيه قلبها كثيرًا لقسوة الفراق والألم الشديد؛ طوال فترة غيابه، الممتدة لأكثر من خمسة عشر عامًا.
رواية وفاء غريب والانتقال بين الزمان والمكان
صاغ المؤلف أحداثها بسلاسة متنقلًا بين الزمان والمكان من خلال الراوي والحوار المتبادل بين شخوص الرواية.
يقول الراوي في رواية وفاء غريب: أوصلها (غريب) حتى باب المنزل، ثم عاد للخلف عدة خطوات متكئًا على عامود نور، يصغى لوقع قدماها على السلم، حتى اختفى الصوت،
ثم وقف يتطلع للبلكونة المليئة بالزهور مثل حديقة غناء، فوجدها تفتح، وتطل برأسها منها، فوقعت عيناه عليها وقف كل منهما ينظر للآخر دون حراك.
انطلقت الأفكار المباركة، والنظرات الحنون من هنا وهناك، بين الشارع والبلكونة، دون أن يتلفظا بكلمة واحدة، ثم أخيرًا رفعت منديل يدها الأبيض تشير بالوداع وكأنها تقول له:
لقد استسلمت، رفعت لك الراية البيضاء، إلى اللقاء.
استمتع بهذه التحية الرقيقة، انشرح صدره، وأخذ طريقه للجراج، لم يقو على معاودة النظر للخلف، لا يدرى أعادت مرة أخرى أم لا.
من أجواء الرواية
كان يراها واقفةً كزنبقةٍ جميلةٍ متفتحةٍ، وسط حديقة زهور منتشرة في البلكونة، بعد أن قام بتنظيف الأغراض،
أمر أحد العاملين بالمطعم أن يحضر لها كوبًا من حمص الشام، عسى أن تستدفئ به، لحين توقف المطر نهائيًّا؛ ويعود الجو لطبيعته..
تمنعت في البدء وأصرت على عدم تناوله، لكن الرائحة المتصاعدة من كوب الحَلَبِسَّة بالليمون والكمون والشطة أسالت لعابها، عندما عرفت أنه لم يطلبه،
وهذا محل جده جلست موافقة على تناوله، اطمأنت أكثر عندما رأت سيدة كبيرة بالسن تبدو عليها الهيبة والوقار، أتت تسأل عنه،
تظن أنه لم يعد حتى الآن في هذا الجو العاصف، عرفت أنها أمه، فلما وجدته جالسًا معها، سلَّمت عليها وراحت تنشد لحنًا معروفًا.
ـ يادى النور يادي النور، يادي الوجه المدور، يادي البدر المصور.
ثم سألتها بودٍ عن اسمها.
ـ اسمي (وفاء).
في نبرة تشي بالعواطف:
ـ اسم جميل زي صاحبته، اسم مرادف للشرف.
وحين سألتها عن عنوانها، تولى الإجابة عنها شارحًا مكان البيت والشقة، كأنه من سكان المنزل «كانت له ذاكرة حديدية».
استغربت أشد الاستغراب أنه يعرف سكنها بالتفصيل.
ـ بس…بس، أنا عرفت مامتك، دي ست محترمة، ولا كل الستات، بيقولوا عليها أميرة الزهور، اسأليها عليّ، قولي لها تعرفي الحاجة (نفيسة) بنت الحاج (زيد الحسن) الصعيدي صاحب المطعم إللي جنب (سيدي الفصيح)؟
تقول لك عارفاها، أصل إحنا هنا من زمان قوي، قبل الناس دي كلها، وعارفة كمان الأستاذ (سعيد) المحامي أبوك، وأنتِ حبيبتي في سنة إيه؟…