بالفيديو… حوار مع الشاعر الفيزيائي
سالم بن رزيق: المبدعون هم أصحاب رسالات خالدة تنشر الحب والفن والسعادة بين الناس

أجرت الحوار: رضوى أحمد
- أنا «عازف الحب والجمال والطبيعة الساحرة والأرواح الهادئة الزكية المطمئنة».
- اهتمامنا بأولادنا من خلال التربية والتنشئة والدعم والتشجيع لهم سوف يجعل فيهم العلماء والإعلاميين والمبدعين.
- المبدعون في كل فن ولون هم في الحقيقة أصحاب رسالات خالدة تنشر الحب والفن والسعادة والكلمة الطيبة والبهجة بين الناس.
- التعبير بالعامية حق مشروع للجميع لكننا ندعو إلى الكتابة بالعربية الفصحى لكونها متسعة القراء والمشارب والجماهير.
امتلك شغفًا للمعرفة وحبًا للقراءة، في مرحلة متوسطة من عمره، فكانت الكتابة موهبته، واستطاع أن يُنميها من خلال الجمع بين العلوم الطبيعية والإسلامية.
إنه الشاعر والأديب السعودي، الدكتور سالم بن رزيق بن عوض، الذي أجرى موقع «النخبة» معه هذا الحوار:
نص الحوار
- في بداية حديثنا، كيف تُعرف لنا نفسك؟ وما آخر إبداعاتك الأدبية؟
سالم بن رزيق بن عوض.. مواطن سعودي عربي مسلم، أبي رجل عصامي ريفي فلاح، وأمي كذلك، أسعى في حياتي كلها إلى الإحسان لله تعالى والإحسان إلى الناس بالكلمة الطيبة الجميلة الحبيبة المؤثرة بالعزف على وتر الكلمات..
فالكاتب من خلال كلماته يمكن أن يرسم البسمة والفرحة والسرور والسعادة والأمل والحبور.
كما أنثر من خلال شعري الذي أحبه لدرجة العشق الصور الجمالية الموجودة في النفس البشرية والصور التي ترسمها الطبيعة في جمال البحار والمحيطات والسحر البساتين والرياض الغنّاء والأنهار الجارية والأشجار الباسقة والثمار المتدلية والوجود الساحر في السموات كلها.
فأنا «عازف الحب والجمال والطبيعة الساحرة والنفوس والأرواح الهادئة الزكية المطمئنة».
ورحلتي الشعرية مستمرة، ودائمًا أطرح قصيدة جديدة أو ديوان جديد، وآخر ما كتبته هو ديوان «نهر المحبين».
مسيرة الشاعر سالم بن رزيق مع الكتابة
- متي بدأت مسيرة سالم بن رزيق الشاعر والأديب؟ وهل واجهت تحديات في بدايتك؟
بداية الشاعر والأديب لا شك أنها قريبة الصورة من بداية أي مبدع في الإعلام والفن والرسم والكتابة والخطابة وحتى الموهوبين من الرياضيين وغيرهم.
فالبداية تكون بتوفر الموهبة والحب والميول والرغبة عند المرء الموهوب وهي كالبذرة في التربة الخصبة فإذا وجدت الاهتمام والرعاية والتشجيع والمساعدة والتحفيز استوت على سوقها وأثمرت ثمرًا جميلًا طيبًا.
كانت البدايات في المرحلة المتوسطة، هناك اهتمام بالقراءة وحب للمطالعة وشغف للمعرفة في كل شيء، وخصوصًا في الأدب والشعر.
وكنت أحفظ النصوص الأدبية الشعرية وأستمتع بإلقائها على نفسي مرات وعلى زملائي في المدرسة مرات أخرى.
والدي كان فلاحًا مجدًّا محبًا للأرض، يزرع ويحصد ويربي الماشية، ومع أُميّته إلا إنه كان مولعًا بالعلم، محبًا للعلماء ويسمح لنا بشراء الصحف والمجلات التي كانت تصل إلى القرية بشكل غير منتظم، ما بين فترة وأخرى.
ومن مظاهر حب القراءة والاطلاع لدي، أنني كنت أقرأ مجلات الأطفال، وأشارك فيها بالكتابة والنشر أحيانًا، وكانت هذه هي البداية الحقيقية لانطلاقتي الأدبية والإبداعية.
كتابة القصص للإذاعة
في المرحلة الثانوية، كنت أكتب القصص للإذاعة، وأشارك في بعض برامجها أيضًا، التي تذاع عبر إذاعة البرنامج الثاني من مدينة جدة.
مع المشاركة المستمرة في مجلات الأطفال، بالكتابة فيها، ومن تلك المجلات «مجلة الشبل السعودية، وأروى الأردنية، وماجد الإماراتية».
وبالطبع في تلك المسيرة الطويلة، واجهت الكثير من التحديات والصعوبات، وخصوصًا أن أبناء الريف، عندما ينتقلون إلى المدينة تتغير حياتهم، وربما شعروا بالغربة في بدايات حياتهم،
لكنني ولله الحمد واصلت العمل والدراسة الجامعية، وشق الطريق نحو تحقيق بعض الأهداف الجميلة، في ظل أسرتي الداعمة والمشجعة لي ولموهبتي.
دراسة الفيزياء
- هل أثّرت دراستك لعلم الفيزياء والطبيعة على تذوقك للأدب؟
كتابة الشعر والأدب عندي موهبة، أجد فيها نفسي وأرحل من خلالها إلى عوالم الماضي الجميل، ثم أعود إلى الحاضر الأجمل، وانتقل بعدها إلى مدائن المستقبل الجميلة الفاضلة.
أرسم فيه عوالمي وأصنع فيه معالمي وأقدمه لنفسي ثم للناس جميعًا. وأنّمي هذه الموهبة بالقراءة والاطلاع والكتابة المستمرة والنشر والتقدم إلى الأمام دائمًا.
أما علم الفيزياء فهو تخصصي وميولي ورغبتي وحبي، وقد أعانني على كشف مكنون ومستور الكون أمامي، فالكون في علم الفيزياء في حركة دائمة.
والصور التي نراها غير الصور الحقيقية للكون، فهو مادة تحكمها القوانين الصارمة. كما أن فيه الخيال الجامح الذي يعين الشاعر صاحب الخيال أصلاً إلى زيادته وتوسيعه
فعلم الفيزياء عندي له تأثير إيجابي على الصور الشعرية والخيال وسعة الأفق وغزارة المادة وعمقها، والحمد لله أرى نفسي في ذلك الفيزيائي الشاعر أو الشاعر الفيزيائي.
دراسة العلوم الشرعية
- جمعت بين العلوم الطبيعية (الفيزياء) والعلوم الشرعية (عقيدة ومذاهب والدراسات الإسلامية)، فهل جعلتك دراساتك المتعددة أكثر قدرة على الإبداع وعلى تنوع طموحاتك؟
هذا من فضل الله تعالى علينا، والإنسان في تكوينه كنز وخزائن من المواهب والقدرات والطاقات والإبداعات، فما على المسؤول عن تربيته وتنشئته إلا تحفيزه وتشجيعه ودعمه ليكون الحبة التي تحمل سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة.
فلو كان اهتمامنا بأولادنا من خلال التربية والتنشئة والدعم والتشجيع لهم، سوف نجد فيهم علماء الفيزياء والكيمياء والفلك والهندسة والطب والزراعة والنفس والاجتماع والإعلام والطاقات والمواهب والمهارات المتعددة فقط نوفر الاهتمام والتشجيع والمساعدة.
والحمد لله أنني نشأت وتربيت في أسرة وفرت لي التشجيع والتحفيز والدعم، فأكرمنا الله تعالى بما أكرمنا، وهذا التنوع ساعد في طلب المزيد من الأهداف وتحقيق الذات بما يخدم القيم والمبادئ ويوصل الرسالة واضحة.
سبب تسمية الديوان الأول
- (شيء من الروح) ديوانك الأول.. لماذا سُمي بهذا الاسم؟ وكيف كانت تجربة إصداره؟
صدور الديوان الأول للشاعر أو الكتاب الأول للمؤلف أو القاص، لا يعني سرعة الولادة وإنما هذا المنتج مر بمراحل متعددة ومتنوعة، وربما نشر بعض من هذا الكتاب في مواقع مختلفة، حتى إذا رأى أنه آن الأوان لجمع ما تفرق في ديوان أو كتاب أصدره وطبعه.
ولقد نشرت كثيرًا من قصائدي الشعرية في الصحف السعودية (منها: المدينة المنورة والبلاد والندوة والرياض والجزيرة والوطن)،
وفي أكثر المجلات الصادرة من المملكة العربية السعودية (منها: المنهل والفيصل والمجلة العربية والحج والعمرة والحرس الوطني)، وغيرها.
كانت تجربة الديوان الأول، تجربة أدبية شعرية جديدة وجميلة وتلقى الوسط الأدبي الثقافي الديوان بالترحيب والسرور، فكتبت عنه الصحف في حينه،
وكتب عنه بعض النقاد في المجلات، وقرأه بعضهم قراءة نقدية جميلة وجديدة، ونحن نسمي أكثر الدواوين بالقصائد الجميلة في الديوان، وهكذا جاء عنوان ديواني الأول على اسم أجمل قصائده (شيء من الروح).
الكتابة موهبة ووظيفة
- هل بعد تلك السنوات من الكتابة والنشر في كتب ودواوين ومجلات وصحف، هل ترى الكتابة وظيفة أم هواية تُمارسها؟
تتعدد مواهب الناس وطاقاتهم والكتابة، والتأليف إحدى هذه المواهب والقدرات، وبذرة الموهبة تبقى مكانها موجودة على صغرها، إذا لم يهتم بها المربون والآباء والأمهات والمسؤولون عن الطفل الموهوب، تبقى كهواية صغيرة محددة يرجع إليها أصحابها في وقت الفراغ والدعة، يمارسون ما يحبون لفترة زمنية محدودة.
وهذه الحالة تنطبق على جميع أصحاب المواهب والقدرات والطاقات المختلفة.
لكن بعض الناس ينّمون هذه الموهبة والقدرة ويطورونها بالقراءة والاطلاع والسماع والممارسة والتعرف على المبدعين في هذا الفن ومصاحبتهم.
وبذلك تنتقل المواهب إلى مهارات احترافية مهنية، كالكاتب والشاعر المحترف، والفنان والرسام والطبيب والمهندس والمعلم المبدع والصحافي الصدوق والقائد الملهم..
ويمكن أن تكون الموهبة مصدر دخل للموهوب، لأنه حولها إلى حرفة ومهنة..
والكتّاب والشعراء والأدباء والمبدعون من كل فن ولون هم في الحقيقة أصحاب رسائل خالدة تنشر الحب والفن والسعادة والكلمة الطيبة والبهجة بين الناس..
وبالنسبة لي ليست الكتابة مهنة ولا مجرد هواية، بل رسالة، فأنا من محترفي الكلمة الشاعرة الذين يطمحون ويطمعون إلى نفع الناس وجلب السعادة لهم والتخفيف من الهموم والغموم، وليس لنا هدف إلا الكلمة الصادقة الجميلة.
التوازن في العطاء
- متي تجد الوقت للكتابة والإبداع في ظل انشغالك بمهام وظيفتك مشرفًا تربويًا وكذلك مدربًا معتمدًا لتنمية مهارات الاتصال، مع إصرارك على تحصيل العلم أكاديميًا من خلال إكمال الماجستير والدكتوراه؟
الحمد لله؛ أنا لا أزعم أنني صاحب جدول متميز في ضبط وإدارة الوقت لكن الأسرة والزوجة (أم عبدالرحمن) كان لهم أكبر الأثر على التوازن في العطاء..
فللعمل وقته وللكتابة وقتها وللدراسة وقتها وكذلك بقية المهام والمسؤوليات..
المهم في حياتنا أن نحسن اختيار من يُديرها، فالإحسان في اختيار الزوجة له أكبر الأثر في حياة جميع المبدعين والموهوبين، والعكس صحيح!
وحقيقة كما قال الشاعر الكبير «الفرزدق»: أنا أشعر الشعراء ويأتي على زمان لقلع ضرس أهون علي من قول بيت شعر..
أي أن الكتابة الإبداعية في الشعر والنثر ليس لها مكان ولا زمان محدد، هي نفحات علوية تأتي هكذا..
وقد ذكر الإمام الذهبي في السير أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، زار الشاعر عبدالله بن رواحة، في بيته، فقال يا عبدالله: كيف تقول الشعر، فقال عبدالله بن رواحة: والله يا رسول الله أنظر في الأمر، ثم أنظر، ثم أقول، فقال ببديهته الحاضرة:
فثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا
فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وإيّاك فثبت الله.. فثبته الله يوم موته.
قصائد الشاعر سالم بن رزيق في إذاعة القرآن الكريم
- ما هو شعورك وقد اختارت إذاعة القرآن الكريم، عددًا من قصائدك لإذاعتها عبر أثيرها؟
القصيدة الشعرية الجميلة الصادقة في الشعور والتصوير والقريبة من الناس سوف تصل إلى الأذان والقلوب عبر الصحف والمجلات والقنوات ووسائل التواصل الكثيرة..
وقد نُشرت لي أول قصيدة في البدايات، فكنت كأنني حصلت على جائزة الأدب العالمي أو جائزة نوبل للأدب، ونلت من الفرح والسرور بها..
كذلك لما توالت القصائد في النشر، سواء على صفحات الصحف والمجلات المحلية أو العربية الإقليمية، وأيضًا اللقاءات في بعض القنوات الفضائية، شعرت بمزيد من التميز والفخر والتكريم.
ولا شك أن الإنسان يُسر ويفرح ويبتهج إذا رأى بعض أعماله أو سمع به أو تناقله الناس، فإذاعة القرآن الكريم لها خصوصيتها في كل قطر عربي، وكونها تذيع بعض قصائدي فهذا محل سروري وتقديري لهم..
وأكبر جائزة ينالها الشاعر أو الناثر، هي تلقي الناس وقبولهم لأعماله وإبداعه..
وقد كنت ذات صباح بعد صلاة الفجر، والشمس تصعد رويداً عند الشروق، ولي قصيدة شعرية، عنوانها: (أسفر الصبح)، ففتحت المذياع (الراديو) وإذ بالمذيع في إذاعة الرياض وفي برنامج صباحي يتحدث عن الصباح الجميل، ويقرأ القصيدة بصوت عذب جميل، وأنا أسمع القصيدة من الإذاعة، فالشعور هنا لا يوصف.
الشعر والحياة الاجتماعية
- هل تأثرت في قصائدك ونصوصك النثرية بحالات التقيت بها خلال عملك كمستشار أسري ومدرب معتمد لتنمية المهارات؟
حياتنا الاجتماعية مليئة بالأحداث والصور الإيجابية والسلبية، والأديب والشاعر لا شك هو مرآة الناس والمجتمع..
وكثيرا مما نكتب ما مر علينا وعبر من خلالنا إلى عالم اللاوعي، والذي وجد ربما ما يثيره، فينتقل إلى عالم الوعي ليصل شعراً أو نثراً..
ولا يستطيع الأديب الحقيقي أن يسلخ نفسه عن العالم الذي يعيش فيه، وهو جزء من الناس، بل هو كل الناس، وللناس يكتب ويعبر ويشعر ويفرح ويحزن ويبكي ويتألم ويسكت ويتكلم..
فهو لسان الناس وشعورهم ومشاعرهم، وكل ما سطرته في دواويني وكتبته، يتحدث عن الناس ولهم وفيهم.
الشعر والنثر في حياة المبدع
- أيهما أكثر قدرة علي التعبير الشعر أم النثر؟
هذه فنون أدبية وألسنة تعبيرية، وليس المهم أيهما أقدر!
ولكن المهم، من يستطيع منهما توظيف ما يملك الشاعر والمبدع من طاقات وقدرات وإمكانات في خدمة الرسالة وتحقيق الأهداف، فعليه به
كما قال شاعر العربية الأول أبو الطيب المتنبي:
ووضع الندى في موضع السيف للفتى
مُضرٌ كوضع السيف في موضع الندى
إذا كان الشاعر يستطيع إيصال الرسالة للناس شعراً جميلاً، فأهلاً بالشعر..
وإن كان النثر هو الذي يوصل الرسالة إلى الناس واضحة ويحرك مشاعرهم ويرفع طموحهم، فأهلاً وسهلاً بالنثر..
ولا يوجد هنا أيهما أفضل! ولا يوجد تضاد أو اختلاف بينهما في إيصال المراد..
والمقصود والغاية والهدف، هو رفع الوعي بين الناس، ودعمهم وتحفيزهم على الخير وتحريك مشاعرهم وعواطفهم فيما هو من صالحهم وفيه صلاحهم وسعادتهم.
عالم الشعر عند سالم بن رزيق
- عالمك الشعري مميز فما هي حدوده وملامحه؟
نحن ولله الحمد نوقن أن الله تعالى أمدنا بما أمدنا به من المواهب والقدرات والطاقات وأنار سبيلنا بالقرآن الكريم والسنة المطهرة والعلم الدنيوي النافع..
فنحن نبصر إلى هذا الكون العظيم والحياة الجميلة والإنسان المستخلف الأجمل والأفضل والأكمل..
فالشعر عندي وسيلة وموهبة فارهة نفيسة غالية نصور فيه الكون، والشمس، والقمر والكواكب والنجوم والأرض وجمالها والطبيعة الساحرة الغنّاء والبحار والمحيطات والأنهار والأشجار والطيور والإنسان الجميل..
لذا المطلع فقط على أسماء عناوين الدواوين يجد كل ما ذكرناه ماثلاً أمامه.
فمن «شيء من الروح» إلى «جدول الإبداع» ثم «منطق الطير» و«الأكاليل» و«شيء من الحب» و«في مرايا الشمس» و«على مرافئ القمر» وصولًا إلى الديوان الأخير «نهر المحبين»..
وكل عناوين الدواوين تشعرك وتعطيك رسائل بما تضمه من قصائد شعرية نراها نفيسة وجميلة.
الكتابة بالعامية
- هل أنت مع الكتابة بالعامية، أم ضدها؟ ولماذا؟
المشاعر والأحاسيس داخل الإنسان كالماء المحبوس في مكان أو حيز أو وعاء محكم الإغلاق..
وترك تلك المشاعر والأحاسيس تخرج في عيون جارية أو قنوات هادرة شيء جميل، وهو يوافق طبيعتها وحالتها ويستفيد الناس القريبين منها بهذا الخير..
لكنها لو جمعت في نهر سيّار، كنهر النيل العظيم، لانتفع به أهل الحبشة وأهل السودان وأهل مصر وجميع الحواضر والبوادي ومن شرب من خارجها لارتوى من ذلك العذب الزلال.
التعبير بالعامية حق مشروع للجميع، ونحن مع كل من يكتب بهذه الطريقة لقريته وأهل بلدته، لكننا ندعو إلى الكتابة أيضًا بالعربية الفصحى، لكونها متسعة القراءة والمشارب والجماهير..
ومن كتب بها شعرًا رصينًا ونثرًا جميلًا ذهب في الأرض كما يذهب الضوء من المشارق إلى المغارب، والعكس صحيح..
ها نحن نسمع الهندي والصيني والأمريكي والفرنسي وغيرهم يرددون بيت أحمد شوقي، رحمه الله تعالى، في عنفوان وشغف:
قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
الشاعر يعبر عن نفسه في قصائده ونثرياته
- أصدرت ١٥ ديوانًا تنوعت موضوعاتها، فهل هناك مجال معين تجد نفسك فيه أكثر وتسعد بطرح قضاياه في قصائدك؟
الدواوين والكتب هي صور مجزوءة مختصرة عن الشاعر والأديب، فالشاعر والأديب أكبر من إنتاجه وكتبه ومؤلفاته، وهي حقيقة تعريف بالمبدع وصاحب الموهبة لدى الناس وصك صدق على موهبته وتفوقه في فنه ومجاله، وقد يقول فيها كل ما يريد قوله.
فهذا ديوان المتنبي، رحمه الله تعالى، قال فيه كل ما يريد، وتلك دوواين شوقي وحافظ وأبي ماضي وأبي ريشة والبردوني وأبي القاسم الشابي، كل من قال ما يريد في دواوينه.
ويمكن للأديب أن يكتب ما يريد نثراً، كما صنع أبو تمام في مختاراته، وأبو العلاء المعري في لزومياته وغيرهما كثيرون ممن كتبوا في النثر ما لم يقولونه في الشعر.
وبالنسبة لي، فقد صدرت لي كتب نثرية مطبوعة، مثل: «الشعراء.. هؤلاء» و«الخضر عليه السلام بين الأسطورة والحقيقة» وكلها من مطبوعات (دار النخبة للطباعة والنشر والتوزيع) بالقاهرة، وهناك كتب جديدة ملونة الموضوعات تحت الطبع إن شاء الله تعالى..
كلمة شكر
- كلمة اخيرة توجهها لقرائك ومتابعيك؟
أشكر كل من دعمني أو يدعمني في مسيرتي، وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يحفظ مصر وأهلها ونيلها وخيرها وبركتها من كل شر ومكروه..
وأن يحفظ أمتينا العربية والإسلامية من كل مكروه، وأن يرفع عنا وعن العالم أجمع هذه الجائحة العظيمة، عاجلًا غير آجل..
آمين.. آمين.. آمين يا رب العالمين.