بوكر الرواية العربية لـ«دفاتر الورّاق»
حصول الروائي جلال برجس على جائزة نقدية 50 ألف دولار أمريكي وتمويل ترجمة روايته للإنجليزية

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية اليوم عن فوز رواية «دفاتر الورّاق» للكاتب الأردني جلال برجس بالدورة الرابعة عشرة من الجائزة للعام 2021.
وكشف شوقي بزيع، رئيس لجنة التحكيم، عن اسم الرواية الفائزة بالجائزة والصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، خلال فعالية افتراضية، والتي حصل جلال برجس بموجبها على الجائزة النقدية البالغة قيمتها 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى تمويل ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية.
لغة وحبكة محكمة في «دفاتر الورّاق»
وقال شوقي بزيع، «قد تكون الميزة الأهم للعمل الفائز، فضلًا عن لغته العالية وحبكته المحْكمة والمشوقة، هي قدرته الفائقة على تعرية الواقع الكارثي من أقنعته المختلفة، حيث يقدم المؤلف أشد البورتريهات قتامة عن عالم التشرد والفقر وفقدان المعنى واقتلاع الأمل من جذوره، بما يحول الحياة إلى أرخبيل من الكوابيس.
ومع ذلك فإن الرواية ليست تبشيرًا باليأس، بل هي طريقة الكاتب للقول بأن الوصول إلى الصخرة العميقة للألم، هو الشرط الإلزامي لاختراع الأحلام، وللنهوض بالأمل فوق أرض أكثر صلابة».
تقع أحداث «دفاتر الورّاق» في الأردن وموسكو خلال الفترة بين 1947 و2019، وتروي الرواية قصة إبراهيم، بائع الكتب والقارئ النهم، الذي يفقد كشكَه ويجد نفسه أسيرَ حياة التشرّد.
وبعد إصابته بالفصام، يستدعي إبراهيم أبطالَ الروايات التي كان يحبها ليتخفّى وراء أقنعتهم وهو ينفِّذُ سلسلةً من عمليات السطو والسرقة والقتل، ويحاول الانتحار قبل أن يلتقي بالمرأة التي تغيّر مصيره.
الدفاتر هي مجموعة من الدفاتر تتوزع بين إبراهيم وبين شخوص الرواية، وهم متقاطعون مع البطل، وتحكي مضمون هذه الحكاية المؤلمة والمتشظيّة.
إنها حكاية المهمشين الذين دائمًا ما يُنظر إليهم بإهمال أو لا ينظر لهم أصلًا، حيث يعيشون إلى جانب نمو طبقة متنفذّه فاسدة.
الرواية رمز للوطن
كما تشير الرواية إلى أهمية البيت، رمزًا للوطن وتلامس واقعًا صعبًا ليس في الأردن فحسب، بل في المنطقة العربية بشكل عام.
جلال برجس شاعر وروائي أردني من مواليد 1970. يعمل في قطاع هندسة الطيران. عمل في الصحافة الأردنية لعدد من السنين وترأس عددا من الهيئات الثقافية وهو الآن رئيس مختبر السرديات الأردني، ومُعدّ ومقدم برنامج إذاعي بعنوان «بيت الرواية».
صدر له مجموعات شعرية وقصصية وكتب في أدب المكان وروايات. حازت مجموعته القصصية «الزلازل» (2012) على جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع، ونالت روايته «مقصلة الحالم» (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردي عام 2021 وصلت روايته الثالثة، «سيدات الحواسّ الخمس» (2017)، إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2019.
الروائي جلال برجس
وقال جلال برجس، الفائز بالجائزة: «شكرا للجائزة العالمية للرواية العربية فقد فتحت لي كل هذه الطرق الجميلة إلى القراء لتصل كلمتي التي عملتُ على أن تكون يدًا تزرع البهجة في حقل الإنسانية».
اختيرت رواية «دفاتر الورّاق» من قبل لجنة التحكيم باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر بين 1 يوليو 2019 و31 أغسطس 2020، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الأردن وتونس والجزائر والعراق والمغرب.
كان الكتّاب الذين ترشحوا للقائمة القصيرة، جلال برجس والحبيب السالمي وعبد المجيد سباطة وعبد اللطيف عبدالله وأميرة غنيم ودنيا ميخائيل.