تساؤلات حول «كورونا»
ينشغل العالم بتوجيه الاتهامات وفرض عقوبات في الوقت الذي يجب أن يتحد الجميع

- حياتنا بالأرقام - 29 سبتمبر، 2020
- تساؤلات حول «كورونا» - 29 أبريل، 2020
- هل نحن جميعًا سواسية في مواجهة الفيروس؟ - 21 أبريل، 2020
تحت عنوان «تساؤلات حول كورونا»، كتبت أمل إبراهيم مقالها المنشور على موقع «دار المعارف»، والذي تناولت فيه الجدل بشأن انتشار الفيروس في العالم..
وجاء في المقال:
برغم مرور 3 أشهر وربما أكثر على ظهور «فيروس كورونا» إلا أنه ما زال يتصدر عناوين الأخبار ويرتبط بكل الأحداث في العالم، ويعتبر القاسم المشترك الأكبر في أحاديث الرؤساء والملوك وكبار المسؤولين حول العالم .
هل كورونا مؤامرة سياسية؟!
ما زال البعض يؤكد أن «فيروس كورونا» مؤامرة سياسية واقتصادية في المقام الأول وجزء من حرب بيولوجية تدور بين دول العالم الكبرى – بالطبع –، وفريق يرى أن الصين هي مصدر الفيروس والفريق الأخر يؤكد أن أمريكا هي من أنتجت الفيروس وقامت بالتمويل لإنتاجه لضرب الصين التي أظهرت تفوقًا اقتصاديًا غير مسبوق في السنوات الأخيرة.
العالم يوجه الاتهامات ويتحدث عن فرض عقوبات
وينشغل العالم بتوجيه الاتهامات ويتحدث عن فرض عقوبات في الوقت الذي يجب أن يتحد الجميع في البحث عن خطة وطريقة إنقاذ وعلاج حتى تعود الحياة.
وبرغم أن فيروس كورونا في الواقع هو مجرد مرض سريع العدوى والإنتشار ويجب أن نترك ساحة الحديث عنه للأطباء والعلماء، إلا أنه تم الاستيلاء على ميكرفون الخطابة من قبل السياسيين الذين استطاعوا بكل براعة استغلاله لحساب المصالح، وهنا تكمن روح المؤامرة الحقيقية، حتى شاهد أغلبنا حديث ترامب رئيس أكبر دولة في العالم – كما كنا نعتقد – عن تناول المطهرات للقضاء على الفيروس وسط ذهول الأطباء وغيرهم ممن يعرف خطورة الأمر.
التساؤل الثاني هل هناك اتفاق عالمي لإنهاء الحظر وقرارات الإغلاق؟!
يرى البعض أن قرارات فك الحظر في العالم بُنيت على اتفاق بين دول العالم أيًا كانت الظروف التي تعيشها كل دولة، وهذا يردنا إلى نظرية المؤامرة أن هناك معلومات مخفية لا تعرفها الشعوب ولكن يحتفظ بها قادة العالم ورجال السياسة.
والحقيقة أن قرارات الإغلاق التي تمت كانت مرفوضة من قِبل تلك الحكومات، وكان الاعتقاد أن الأمر تحت السيطرة ولكن سرعة انتشار العدوى وسقوط مزيد من الضحايا حتى من الفرق الطبية والخوف من إنهيار الأنظمة الطبية كان سببًا في قرارات الإغلاق.
الاتفاق بين الدول على مواجهة التدهور الاقتصادي
أغلب الدول التي تخففت من الحظر كان لديها خوف أكبر من التدهور الاقتصادي المتوقع بجانب الضغوط التي يمارسها رجال الأعمال وأصحاب المليارات، وأغلبهم يرى أن قصة الفيروس سوف تستمر فترة طويلة قبل اكتشاف لقاح، ومن المستحيل أن يستمر الإغلاق لمدة عام لأن هذا يعني أنهيار تام لاقتصاديات الدول، ومشاكل لا حصر لها.
ومن الطبيعي أن القرارات العالمية في مواجهة قضية واحدة تكون معدية وخاصة أن التوقيت واحد، بعكس الصين التي بدأت أزمتها مبكرًا والتي ربطت بين قرار فك الحظر بعدم تسجيل حالات جديدة، وهذا ما حدث بالفعل، ولكن في أمريكا وأوروبا والدول العربية والخليج كان الوضع مختلف.
بعض الدول وجدت الحل هو عمل مسح لأكبر عدد من المواطنين وعزل المرضى والمخالطين لهم والباقي يمارس حياته مع إجراءات الوقاية وأرتداء الكمامة، وبعض الدول قررت فك الحظر والتعايش مع الفيروس طالما الحالات التي يتم تسجيلها في معدل متقارب، مع الأمل أن تكون حرارة الصيف عامل مساعد رغم نفي منظمة الصحة لهذا الاحتمال.
هل كورونا عقاب إلهي؟؟
في منطقتنا العربية تحديدًا يسري الحديث عن فكرة العقاب الإلهي للبشر في هيئة «فيروس كورونا»، ويروج البعض عن زيادة أعداد من أعلنوا إسلامهم تزامنا مع ظهور الفيروس.
والحقيقة أيضًا أن هذه النظرية تروق للكثير من العامة، لأننا اعتدنا على نشر فكرة التخويف والترهيب بين الناس كي يسهل التأثير عليهم وتطويعهم.
الاعتقاد بأن الخوف هو سبيل الطاعة
لدينا اعتقاد أن الخوف هو السبيل الوحيد إلى الطاعة رغم أن الحب والاطمئنان أقوى أثرًا وأفضل في العلاقة مع الله..
كما أن الفيروس ينتشر في العالم كله وتقريبًا لم تنج منه أي دولة، فهل كل العالم في حالة عصيان وكفر؟!
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا ننتظر من هؤلاء المارقين اكتشاف لقاح ينقذنا جميعًا؟ ولماذا لا نحاول أن نجد طريق واضح نتقرب به إلى الله في محنتنا اسمه طريق العلم والتعلم من المحنة؟
في لحظة أصبح البشر جميعًا في قارب واحد، والخير أمره سهل ومُتاح وما زالت كل أبوابه مفتوحة رغم غلق المساجد ودور العبادة، لأن الإيمان له مفهوم أوسع وأشمل مما نراه ونعتقده.
بل على العكس نحن نعيش تجربة الجوهر هو أصل الإيمان الحقيقي، بعيدًا عن المظاهر التي يغرق بها الكثيرون ومدّعي التدين، فيمكن أن نمد يد المساعدة إلى من يحتاجون وهم كثير في وقتنا الحالي.
ويمكن أن نصبح أكثر جدية في أولويات الحياة وأهمية العلم والمعاملة، حتى النظافة جاء دورها لتكون بالفعل جزءًا مهمًا من الإيمان وليس مجرد كلمة كنا نكررها دون وعي حقيقي لقيمتها.