حول العالم

تعرّف على صاحب «تاريخ الأدب العربي»

شوقي ضيف تلميذ عميد الأدب العربي الأول على دفعته بجامعة فؤاد الأول

البداية كانت من محافظة دمياط، وفي يوم الثالث عشر من يناير عام 1910، شهدت قرية (أولاد حمام) ميلاد علامة الأدب واللغة.

تلميذ عميد الأدب العربي الذي صار أستاذًا لأساتذة العربية، ورئيسًا لمجمعهم اللغوي بالقاهرة،

إنه العلامة أحمد شوقي عبد السلام ضيف الذي يمر هذا الأسبوع ذكرى ميلاده.

وليس غريباً على من يحمل اسم أمير الشعراء (أحمد شوقي) أن يُظهر شغفاً بالقراءة، وولعاً في حفظ الشعر، ونبوغاً في الأدب،

وهنا لم يجد أمامه سوى باب (الأزهر) ليواصل دارسة اللغة العربية وآدابها، فالتحق بمعهد الزقازيق الأزهري الثانوي، وتخرج منه بتفوق، ليلتحق بتجهيزية (دار العلوم).

شوقي ضيف تلميذ طه حسين

وفي السنة الأخيرة منها علم بتأسيس الدكتور طه حسين لقسم اللغة العربية بجامعة فؤاد الأول (القاهرة)، فالتحق به وأصبح شوقي ضيف أحد أبرز التلاميذ النجباء لعميد الأدب العربي طه حسين، فأصبح الأول على دفعته، وعُين معيدًا بقسم اللغة العربية.

ثم حصل على درجة الماجستير في النقد الأدبي، ثم درجة الدكتوراة التي أشرف عليه فيه طه حسين، وما أجمل أن يعترف الأستاذ بأستاذية التلميذ في مقدمة رسالته الجامعية،

حيث كتب طه حسين في مقدمة رسالة شوقي ضيف:

«وإذا كنت حريصًا على أن أقول شيئًا في التقدمة، فإنما هو تسجيل الشكر الخالص للجامعة التي أنتجت الدكتور شوقي، والدكتور شوقي الذي أنتج هذه الرسالة».

لقد أرخ «ضيف» للأدب العربي في عصوره الزاهية في «سلسلة تاريخ الأدب العربي»، فجاء ذلك في عشرة مجلدات، أصبحت المرجع الرئيس لأي دارس للأدب العربي.

فما من باحث جاء من بعده إلا ومر على مؤلفات شوقي ضيف في تأريخ الأدب العربي التي امتدت لخمسة عشر قرناً من الزمان،

منذ العصر الجاهلي، وحتى العصر الحديث، وقد صدرت من هذه الموسوعة قرابة عشرين طبعة مختلفة.

المؤلفات

لم تقف مؤلفات شوقي ضيف عند عتبات الأدب والنحو؛ ففي مجال التفسير أفرد عدة مؤلفات مثل «الوجيز في تفسير القرآن الكريم»، «معجزة القرآن»، «الحضارة الإسلامية من القرآن والسنة».

وفي الدراسات البلاغية، «في الأدب والنقد»، «في النقد الأدبي»، «البلاغة.. تطور وتاريخ».

كما برع «ضيف» في صياغة السير الذاتية للشعراء، مثل «شوقي.. شاعر العصر الحديث».. الذي كان يُدرس لطلبة المدارس،

و«ابن زيدون»، و«الشعر العذري عند العرب» الذي تناول فيه سير شعراء الحب العذري، «البارودي.. رائد الشعر الحديث»، و«مع العقاد».

شغل الأستاذ شوقي ضيف منصب رئيس مجمع اللغة العربية منذ عام 1996 وحتى وفاته عام 2005.

الجوائز

وحصد «ضيف» عدة جوائز، منها، جائزة مجمع اللغة العربية عام 1947، وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1955،

وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1979م، وجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 1983م.

وبعد مسيرة علمية حافلة مع الأدب ولغته العربية بحثاً ودراسة، أغمض العلامة شوقي ضيف عينيه عن الدنيا في مساء يوم الثالث عشر من مارس عام 2005 عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد أن قرت اللغة العربية عينها بمؤلفاته الأدبية الزاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى