
شهد جناح دار النخبة العربية بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب توقيع المجموعة القصصية «عيون في فراغ أسود»، للكاتبة والناقدة د. إيمان الزيات.
حضر التوقيع رئيس النخبة الكاتب أسامة إبراهيم وعدد من زوار المعرض وأصدقاء الكاتبة.
صدر للكاتبة عن دار النخبة أيضًا دراسة نقدية بعنوان «الأشرعة البيضاء -المكان والهوية في السرد السكندري».
من أجواء المجموعة القصصية «عيون في فراغ أسود»
كان رأسي ثقيلاً كسجادة مبتلة حين استيقظت بعد سويعات من الغفوات المتقطعة.. احتسيت قهوتي ونزلت دون افطار لأنفذ ما انتويت فعله بالأمس.. بيني وبين شقتها دور كامل ومع ذلك يتمدد الصوت في وسائدي كل ليلة ويتمطى ثم يقذفني باليقظة ككرة بوليينج من فوق السرير لطاولة المطبخ أحتسي القهوة إلى أن تنتهي تلك الهرة من وصلتها اليومية، وينقطع صوتها كتيار كهربائي يصمت كل شيء بانقطاعه.
تحسستُ الحائط حتى وصلت لجرس الباب ضغطت عليه وسط الظلام المخيم.. دقائق طوال أضاء بعدها عتبة البيت مصباح مرتعش ثم حدقتْ مدام (أفكار) في العين السحرية و فتحت مزاليج باب شقتها الواحد تلو الآخر متجلية أمامي بشعر رأسها الحليق كالرجال وقامتها الجسيمة، راحت تسأل:
خير يا مدام؟!
دون تحية رحت أشكو لها أرقِي اليومي بسبب قطتها المعذِّبة تلك.
قاطعتني قائلة:
قصدك (سمسم) ولا (شيكولاتة)؟
فهمت ساعتها لماذا يستمر صوت المواء ويتوالى بلا انقطاع.. لديها قطان لا قطة واحدة..
قبل أن أنطق مجدداً ظهر من خلفها قط شيرازي متدلِّل بعينين خضراوين وفراء بلون الشيكولاتة تخطاها ثم وقف أمامها يتأملني.. بينما تموقع القط الرمادي الضخم تماماً بين ساقيها المنفرجتين على الأرض.. وقف وقفة متحفزة يحدق بي دون حراك كما تفعل سيدته.. (لابد أنه سمسم)….