أخبارنا

جريدة الأهرام تكتب عن «ثلة الأولين»

الكاتبة دينا ريان تكتب عن: كتاب المستشار شفيع الجرف الصادر عن دار النخبة

تحت عنوان «ثلة الأولين»، كتبت دينا ريان، في عمود «على الرصيف» بجريدة «الأهرام»، مقالًا تناولت فيه كتاب «ثلة الأولين» الصادر عن دار النخبة للنشر، للأديب المستشار شفيع الجرف، نائب رئيس محكمة النقض، وجاء في المقال..

كلما توقفت عند آيات التوبة تحسست كلمات أن التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون.

ربت على قلبى حتى يطمئن، بلا اغترار، والله هو الأعلم بالجهالة التى عشتها فى طفولتي، سواء فى الوسط التربوى أم المدرسى أم العائلي، التى كانت تهتم فقط بفكرة الأخلاق المجردة. بدون أى مرجعية!! انتهى من خطوات التوبة رغم أنها بلا نهاية لأطمع أكثر فى الخطوات التى ترتقى بى إلى الدرجة الأعلي، وأظل هكذا أحلم وأقرأ وأعلو… لكن.

استمرت حالة الغرور والصراع بين الخير واللهو تغلبنى تارة، وأغلبها تارة، وكلما شعرت أننى انتقلت من خطوة عدم الثبات إلى خطوة أعلي، زاد حلمى وقل كسلى الذى كنت أعانى منه وأنا أفضل الحلم بديلا عن السعي!!

ومع كل خطوة كنت أحافظ على ما ذكرت به ولا أكتفى بالركون إلى تلك الخطوة لأبحث عن درجة أعلى ولا أفرح بما أتانى حتى لا أقع فى طى النسيان.

لا أنكر أننى كنت أنفر من الكتب المقعرة وأبحث عن كل ما هو سهل فى استساغته بدون أن يضل عقلى أمام عقدة الكلام وتقعير المعاني. ووقفت لأواجه حقيقة الرغبة فى الارتقاء للدرجات العلى والوصول مع السابقين «وثلة الأولين» حتى عثرت بالفعل على كتاب بهذا العنوان بقلم المستشار شفيع الجرف. وقد حقق معادلتى الصعبة بين الكسل الذى قد يبعدنى عن الكتب شديدة الصعوبة، لأنتقل إلى الأسلوب الذى يخاطبك ليصل بك إلى المراد ولا تتوه فى مغارات الكلمات والمعاني.

أسلوب مباشر سريع يضع لك خريطة للطريق إن أردت لتتخذها وسيلة للحاق بثلة الأولين والسابقين.

إنه بكل بساطة يضع أمامك حياة كل المبشرين بالجنة، لتقرأها وتنتقى لنفسك ما يمكنه أن يدلك إلى طريقهم فى السبق، يقول المؤلف إنه تمكن من حصر أكثر من 1700 من المبشرين، وهو لا يدرى إن كان هناك آخرون لم يستطع أن يصل إليهم ببحثه. وقد أكد المستشار عند اختياره لعنوان كتابه «ثلة الأولين» بتسليط النور على أنهم مجموعة لن تتكرر فى الآخرين إلا قليلا «وقليل من الآخرين»، فهم السابقون السابقون، سبقوا إلى الإسلام والإيمان برسول الله، صلى الله عليه وسلم، وللهجرة ولإقامة الدين، وسبقوا أنفسهم ولم يرغبوا بها، وسبقوا لإقامة الدين على أكتافهم، غرس الله فيهم حب الدين وحب الله وحب الرسول، وقاتلوا فى سبيل الله آبائهم وأولادهم وإخوتهم فى سبيل نصرة هذا الدين الحق.

ودارت فى ذهنى فكرة طرحها المؤلف فى نهاية مقدمة الكتاب، أن الله رضى عنهم ورضى رسوله عنهم، ورضينا نحن عنهم، فيا ليت يرضوا عنا عندما نقابلهم ويقولوا لنا رضى الله عنكم، لقد حفظتم الدين ولم تضيعوه.

ومما يؤكد أن المجتمع الإسلامى ليس مجتمعا ذكوريا، كما يدعى الغرب والعديد من الذين يحبون الصيد فى المياه غير المعدنية، لقد فوجئت بأسماء غير السيدة فاطمة الزهراء، والسيدة خديجة بنت خويلد، فهناك العديد منهن «أم رومان» زوجة أبى بكر الصديق، والمرأة التى كانت تصرع، سميرة الأسدية، وغيرهن.

لم يفارقنى سؤال، قبل وبعد، الانتهاء من القراءة، هل يمكن لنا وللعصور القادمة أن ينضم منا بشر ليصبحوا منهم ويكونوا مع ثلة الأولين؟

لم ينته سؤالى حتى لحقت بى الأحداث لتؤكده، أن الله سبحانه وتعالى يهب لنا الفرص فى كل وقت.

الأهرام اليومي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى