
في حوار أجرته جريدة «الدستور» مع هاشم محمود، يكشف فيه الروائي الأريتري عن الأجواء التي كتب فيها مؤلفاته وأسباب تناوله لموضوعاتها..
وجاء في الحوار:
جذبته رحلة فخر العرب محمد صلاح نجم ليفربول الانجليزي٬ فأعد كتابًا صدر عن دار النخبة بعنوان «مسافر زاده الكرة»، في جعبته ثلاث روايات هي: «تقوريا، عطر البارود، الطريق إلي أدال» ومجموعتين قصصيتين هما: «شتاء أسمرا»٬ «الانتحار على أنغام الموسيقى»، الكاتب الأريتري هاشم محمود حسن٬ والذي يكشف لــ«الدستور» أسباب تأليفه كتاب عن «مو صلاح»، ومقاومة الشعب الأريتري للغزو الأثيوبي ومن قبله الاحتلال الإيطالي.
ــ حدثنا عن المشهد الثقافي في إريتريا؟
المشهد تأثر كثيرًا بالثورة ومرحلة الحروب الأريترية الإثيوبية٬ وأبرز الكتاب الأريتريين: أدريس أبعري٬ أحمد عمر شيخ٬ حامد ضرار٬ حجي جابر٬ أبو بكر كهال٬ حنان محمد صالح٬ محجوب حامد٬ خالد محمد طه٬ محمود شامي٬ محمود أبو بكر٬ محمود أبو كفاح٬ مصطفي محمد٬ منصور سعيد.
ــ كيف أتت فكرة «مسافر زاده الكرة»؟
الكتابة عن محمد صلاح لم تكن وليدة صدفة٬ إنما نتاج متابعتي لإنجازاته المشرفة خاصة دوره في صعود مصر للمونديال، ومن خلال زيارتي الأخيرة للقاهرة تكونت لدي معلومات عن النجم وقريته من خلال أصدقائي وصديقاتي المصريين٬ كتبت فكرتي لفلسفة الصعود٬ وهي ليست سيرة ذاتية إنما فلسفة صعود.
ــ ماذا أغراك في مسيرة محمد صلاح؟
إتفاق الجميع على نجوميته٬ بل إجماع الكثيرين على أنه فخر العرب.
ــ أهم المحطات التي توقفت أمامها في كتابك؟
اجتهاد اللاعب في بلوغه للنجومية٬ مصارعته وقهره لكل الظروف التي مر بها.
ــ ترصد روايتك «تقوربا» مقاومة الشعب الأريتري لهجمات الجيش الأثيوبي. كيف عالجت الأمر من الذاكرة حيث شاهدت الأحداث أم من حكايات المحيطين بك؟
الرواية عالجت المرحلة الأولى من الثورة الأريترية٬ تحديدًا جبهة التحرير التي تأسست بالقاهرة وأعلنت الكفاح المسلح وقادة عملية التحرر الأريتري. وخلال الثلاثين عامًا تعرّض الشعب الأريتري لأبشع مجازر من العدو الأثيوبي أهمها: عونا٬ عد إبراهيم٬ شعب٬ مسقديرا٬ أغردات٬ أم حجر٬ عد نصور.
ــ هل قرأت لكتَّاب مصريين، أقربهم لقلبك؟
قرأت لـ: نجيب محفوظ٬ يوسف إدريس٬ العقاد، طه حسين. وأقربهم إلي نفسي وعقلي الدكتور طه حسين.
ــ هل كان للمحيط العام بك تأثير لاتجاهك إلي أدب المقاومة؟
نعم تأثرت كثيرًا خاصة بجيل الأباء والأجداد من المناضلين والثوار الأريتريين٬ فلا يخلو بيت أريتري من شهيد أو أسير.
ــ لماذا اتخذت المنحى التاريخي في أعمالك؟
أردت أن أشير إلى بعض الأحداث التاريخية التي مرت بها أريتريا. في ظل قلة المنتوج العلمي التاريخي واختلاف العديد من المعاصرين على أحداث مهمة في مسيرة الثورة الأريترية.
ــ كل أعمالك الصادرة منشورة عن دور نشر مصرية٬ فلماذا؟
ليست كل أعمالي منشورة من دور مصرية٬ لكن الحقيقة معظم أعمالي لوجود دور نشر على مستوى عالٍ.
ــ ما جديدك الإبداعي بعد مسافر زاده الكرة؟
عمل أعكف على كتابته٬ يعالج اللجوء والتشرد التي يعاني منها الأريتري في شتى بقاع العالم.
ــ تزور القاهرة كثير ما انطباعك عن الشعب المصري؟ وهل توجد مشتركات بينه وبين الشعب الإريتري؟
نعم زرت مصر كثيرًا٬ وتولَّد لدي إحساس كأنني في وطني أريتريا. وهنالك نقاط مشتركة كثيرة بين الشعب الإريتري وبين الشعب المصري شعب عريق ومضياف.
ــ فازت روايتك «عطر البارود» بجائزة منظمة المرأة العربية لأفضل رواية أفريقية تناولت المرأة لعام 2019 حدثنا عن الرواية وخلفيات كتابتها.
عطر البارود عمل توثيقي لمرحلتين من حياة الشعب الأريتري٬ فأولها مرحلة الثورة وتحرك مجموعة من الشباب إلى حياة اللجوء في قافلة كبيرة تضم العديد من العوائل٬ وتحدث بينهم وفيات بالطريق الشاق والعديد من المأسي التي واجهتهم.
ثم التحاق العديد منهم بالثورة٬ فالعبرة هنا الغربة٬ فهي غربة مهما أعطت لن تكون لك وطن والموت هو الموت٬ فالأفضل أن تموت وأنت تدافع عن كرامتك٬ من أن تموت موت غير مشرف. والوطن شي غالي لا ثمن يضاهيه.
ــ ماذا تمثل الجوائز الأدبية بالنسبة لك؟
الجائزة تمثل بالنسبة لي تشجيع ودعم وتسليط الضوء علي أعمالي٬ وهنا أتقدم بصوت شكر لكل من قدم لي نقدًا بناءً.