
صدر حديثا عن دار النخبة رواية «لابد أن تشرق»، للمؤلف السوداني محمد عبد الله إبراهيم. تقع الرواية في 92 صفحة من القطع المتوسط.
رواية «لابد أن تشرق» تروي وتسرد من منبتها قصة تاريخية ومؤامرة حقيقية ارتكبتها مجموعة متوحشة مارست فيها أبشع وأخطر جرائم الإنسانية في التاريخ، وهي جريمة الإبادة الجماعية.
وهي مجازر شنيعة ترتكب بهدف القضاء كليًّا أو جزئيًّا على مجموعة قومية، أو إثينية، أو عرقية، أو دينية.
أكدت معاهدة الأمم المتحدة الصادرة في عام 1948م على درء جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها كليًّا،
وأكدت على أن الإبادة الجماعية جريمة تنتهك شريعة (رب الكون) في المقام الأول وقواعد القانون الدولي، بغض النظر عما إذا كانت ارتكبت في زمن السلم أو زمن الحرب.
تشويق في «لابد أن تشرق»
علمًا بأنَّه في هذه الرواية تم اختيار أسماء مستعارة لشخصيات الرواية وكنايات تعبر عن مدى تشويق وعظمة القصة، ومعالم وأماكن بارزة دارت فيها الحروب الممتدة إلى يومنا هذا.
يجب على القارئ أن يتفهم جيدًا أن هناك أربعًا من الشخصيات البارزة تم اختيارها وفقًا لأحكام القصة، هما فئة تقاتل من أجل الحرية والعدالة، والأخرى مرتزقة تقاتل من أجل الاحتلال،
وعلى صعيدٍ آخر الذئاب الضالة، والنمور الجائعة، والثعالب الماكرة، والأسود الضارية.
منبت الفكرة يعود إلى احتلال أرض مملكة الأسود (السودان) منذ العزل البعيد من الاحتلال الغربي، ومرورًا بالرقابة الشديدة والتصدي لمهاجمة العدوان، غزاة العرب، والشاهد من هذه القصة (الراوي).
الأماكن الرئيسة التي مارسوا فيها الإبادة الجماعية بشكل وحشي هي (جنوب السودان)، وصعود سلم الفتنة حيث كانت تروج على عقول البسطاء بحرب (دينية). والذئاب يتبعهم الغاوون،
ولكن ترجع عين الحقيقة والأدلة الصامتة التي لا تكذب إلى احتلال المملكة ونهب ثقافتها ومحو (الهوية)،
ففي (جنوب كردفان)، و(النيل الأزرق) مع (جبال النوبة) تطهير عرقي، وفي (دارفور) إبادة جماعية، وفي السودان بصفة عامة، لم تسلم من نيرانها.
جذور القصة
تحت عنوان «هم الأشرار» يقول المؤلف:
«القصة التي يجب أن تعلمها تعود جذورها إلى أكثر من سبعين عامًا مضت، وترجع هذه الرواية إلى أكثر من خمسين عامًا في أرض الأموات التي حكمها ذئاب جبابرة في برهة من غفلة،
كانوا يقطنون أساطير من الأسود في مملكة الأسود «السودان»، وتسميتها أرض الأموات لأنَّه قد حدثت فيها انتهاكات بشكل وحشي للغاية وحُكم على أهلها بالموت..
ومن أبرز سمات الرواية «لابد أن تشرق» الأحلام الذهبية والأحزان الدفين (الأنين)… تمر عبر الصخور والممرات الضيقة، وتواصل جريانها كي تصب في نهر الحياة؛ وتسمى (الأمل)…