حضارة مصر القديمة في أدب «محفوظ»
ظل التاريخ المصري القديم مهيمنًا على مشوار أديب «نوبل» الروائي

تاريخ مصر القديمة له أهمية خاصة في تشكيل المرحلة الأولى لأديب «نوبل» الروائي الكبير نجيب محفوظ، فقد قام بترجمة كتاب «مصر القديمة» للعربية، وهو في المرحلة الثانوية وأرسلها إلى الأستاذ سلامة موسى لنشرها، وبالفعل تم إصدار الكتاب في دار نشر سلامة موسى عام 1932.
وكان ترجمة الكتاب باكورة أعمال محفوظ ورحلته الأدبية في تاريخ وحضارة مصر القديمة، والتي جذبته في المرحلة الجامعية، حيث نهل من مكتبة كلية الآثار وأساتذة وعلماء المصريات، والتي شكلت المصدر والمرجع لكتابات محفوظ التاريخية بعد ذلك.
الثلاثية التاريخية لنجيب محفوظ
وعقب ذلك صدر له رواية «عبث الأقدار» 1939، والتي تدور قصتها في فترة (بناة الأهرام)، والتي بدأت في الفترة ما بين 2980 ق.م- 2750ق.م، وهي الفترة التي شهدت معجزة مصر الأثرية والحضارية؛ وهي أهرامات الجيزة الشهيرة.
رواية «رادوبيس» 1943، وهي في الأصل أسطورة مصرية قديمة جاءت في بردية «شستر بيتي» في عصر الأسرة 19، تحكي عن فتاة اسمها رادوبيس ابنه سنفرو.
ثم رواية «كفاح طيبة» 1944، والتي تحكي قصة كفاح شعب مصر في سبيل استرداد حريته وهويته من الهكسوس اللذين استوطنوا مصر في نهاية الأسرة الثالثة عشر حتى نهاية الأسرة السابعة عشرة لمدة ثلاث قرون.
حنين «محفوظ» لتاريخ مصر القديمة
وبعد انقطاع تأثير تاريخ مصر القديم في أدب محفوظ طوال أربعين عامًا، عاود التأثير ليسجل مرحلة جديدة في مشوارة الأدبي وعالمه الروائي في حقبة جديدة من تاريخ مصر،
وليعود مرة أخرى في منتصف الثمانينيات لحنينه وعشقه الأول وهو تاريخ مصر وحضارتها القديمة من خلال رواية «العائش في الحقيقة» عام 1985، والتي تحكي عن ملك مصر الشهير (إخناتون)، وصراعه من أجل تثبيت دعوته التوحيدية الجديدة مع كهنة آمون، ومساندة زوجته نفرتيتي لنشر دينه الجديد.
وهكذا ظل تاريخ مصر وحضارتها القديمة مهيمنا على مشوار الروائي العالمي نجيب محفوظ، والذي شكل وجدانه الأدبي منذ صباه بحثًا عن الهوية المفقودة كشأن العديد من رواد جيله العظماء حتى السنوات الأخيرة في حياته؛ والتي صاغها في عبارته الشهيرة «مصر ليست دولة تاريخية.. مصر جاءت أولًا ثم جاء التاريخ».