صدر حديثا

تاريخ المسلمين في الصين

تأثير الإيمان والمعتقدات في تشكيل الهويّة وقولبة التراث الثقافي للحضارات الإنسانية المتعددة

صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب «مسلمو الصين.. صداع في رأس التنين» للدكتورة هالة غنيم.

تدور فكرة الكتاب حول حقيقة حجم الانتهاكات الصينية بحق الأقليات ذات الأصول المسلمة، تاهت وسط عملية خلط الأوراق، والصيد في الماء العكر التي تجيدها القوى الغربية بحرفية ضد خصومها السياسيين.

لكن تبقى هذه الانتهاكات والملاحقات مجرد حالات فردية، لم ترق إلى جرائم الإبادة الجماعية أو الاضطهاد العرقي أو الجرائم المنظمة كما جرى للمسلمين في كل من البلقان وكشمير وبورما والفلبين وغيرها من المناطق التي يعيش فيها المسلمون في ظروف بالغة القسوة، بحيث لا يستطيع المسلم ممارسة حقه في التعبد بلا خوف أو ملاحقة.

قصة فن الخط العربي في الصين

فهل يعني هذا أن مسلمي الصين لا يواجهون صعوبات ولا يتعرضون للاضطهاد؟

الإجابة بكل تأكيد ستكون بالنفي، والسبب في ذلك يرجع إلى عوامل كثيرة وظروف متداخلة، ففي النهاية يظل المسلمون أقلية في بلد قوامها أكثر من مليار ونصف المليار نسمة، في حين أن أعدادهم في كافة أرجاء الصين الواسعة، لا يزيد على مئة مليون مسلم، ولا يشكلون سوى 2% من إجمالي عدد سكان الصين الذين يدين أغلبهم بالبوذية.

يضم الكتاب بين فصوله تاريخ مسلمي الصين وممارسات فنية في جذور الهوية، الإسلام في الصين، قصة فن الخط بين العرب والصينين ولماذا اختار المسلمون الصينيون الخط العربي بالتحديد؟

أدوات كتابة الخط العربي، العنصر المحلي في ثقافة المسلم الصيني.. نشأة وطرز الكتابة في الصين، أدوات الكتاب الصينية، أطلبو العلم ولو في الصين، تطور السمات الفنية للخط العربي الصيني، الحنين إلى الأصول وتغير الأسلوب والأدوات الفنية، التراث الثقافي لمسلمي الصين وتحديات البقاء، الصينية واستخدام اللغة العربية بين مسلمي الصين.

الدين وتأثيره على المنتج الفني

تقول المؤلفة: «إن الإيمان والمعتقدات عاملان رئيسان في تشكيل الهويّة وقولبة التراث الثقافي للحضارات الإنسانية المتعددة فهما يأثران بشكل عميق، مباشر في أنماط وخصائص الفنون العرقية والإقليمية.

فالدين يمكنه أن يكون مصدرًا للإلهام او مقيدًا للممارسات الثقافية والفنية، بفرض قواعد ومقيدات لتلك الأنشطة والممارسات على الفنانين من اتباعه.

وعليه فإن المنتج الفني بدوره يكون انعكاسًا للهوية الثقافية والدينية فعلي سبيل المثال غالبًا تفسر وتفهم الصور التي تمثل سيدة تحمل رضيع بين ذراعيها ويحيط برأسيهما هالات من نور على أنها تمثيل للسيدة مريم العذراء والنبي عيسى عليهما السلام في الفن المسيحي.

وغالبًا ما تقرأ تماثيل ومنحوتات تصور رجلًا جالس في وضع القرفصاء، مع نتوء بارز في قمة رأسه ونقطة دائرية بين عينية وشحمتي أذن طويلتين على أنها الصفات المميزة لمنحوتات بوذا في الثقافات الآسيوية.

كمثل باقي الأديان، عندما انتشرت المسيحية والبوذية في أماكن أخرى خارج مهديهما، بقيت الخطوط الرئيسية لموضوعاتهم الفنية ثابتة ولكنها اكتسبت النكهة المحلية للثقافة التي استقبلتها، فخضعت الممارسات الفنية المحلية لقيود الدين الوارد، لكنها أيضًا طبعت صفاتها المميزة على إنتاجه الفني والثقافي كطريقة لجعله أكثر قربًا وارتباطًا بها».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى