
الكتاب: حكايات طفل في الثلاثين (مجموعة قصصية)
المؤلف: محمود خطابي
عدد الصفحات: 136
المقاس: 20×14
تدور قصص مجموعة «حكايات طفل في الثلاثين» في الفلك الاجتماعي لأحداث الشباب ومتغيراتهم وطموحاتهم المختلفة.
القصص مزدانة برسوم توضيحية بريشة المؤلف، يضم بين طياته 36 قصة تتراوح بين القصيرة والقصيرة جدًا والومضة. وبأسلوب سلس شيق استطاع محمود خطابي أن يجذب فئة الشباب بأن يحدثهم عن نفسهم وكأنهم أبطال قصصه..
قصص مجموعة طفل في الثلاثين
(نحلة في الشوارع الجانبية، سحابة الرب، 2000، برجر، تحفة، أحصنة على حائط غرفتي، زمارة، رسم دقيق للكوتى، سلوى، بطولة، الجناح الخشبي، المدينة، اختفاء القمر، الغريب، فشل إبليس، حدث مهم في طريق ممل، أرقام، صديق الأزرق، مليونير، الحج إلى ميدان رمسيس، القاهرة، الكلبة المنقذة، قفل داخل قلبي، رحيل غالي، صديقي، الحب، صديقتي، ألهة السماء، سمكة الزينة، انتقام الحوريات، شرين لميس إيمان، انتظار، طفلتي الصغيرة، سأحكي لك حكاية، حكايات طفل في الثلاثين).
يقول المؤلف على ظهر الكتاب:
«في الليل كان ذراع أبي وسادتي المفضلة، اذا عاد ليلا ليجد أن النوم لم يغلبني، فيحكي لي أقاصيص يومه، في النهار كان حجر أمي يسع رأسي الكبير، تسرح شعري وتسألني، فأحكي لها أقاصيص يومي، من هنا جاءت الحكاية».
وفي قصة «نحلة في الشوارع الجانبية» يقول:
«كنت أظن أن تمنحني الشوارع الجانبية بداية سعيدة لليوم، لكن سرعان ما تذهب اللعبة إلى ما لا أريد فيتحول سباق النحلات إلى مصارعة، يتصارع لاعبين فيضع أحدهما نحلته في مركز دائرة ويصوّب الآخر نحلته حد قوته لتصدم بها قاصدًا كسر نحلة منافسه، وإن لم يفلح يتبادلان الأدوار حتى تنكسر لعبة أحد الأطفال، فلا توجد بداية أسوأ لليوم..».
قصة «القاهرة»
«تستمر أيامي الغير مستقرة في القاهرة فهذا آخر أيامي بشقة أرض اللواء، علي الآن أن ألملم ملابسي المترامية وقصاصات ورق ورسوماتي، وجدت الحقيبة التي حملت فيها صورنا سويًا للقاهرة ليلة تخليكي عن كوننا سويًا، تأملت تلك الصور بعين تستقي كل ذكرى من كل مشهد فأنا أتوق لتلك الأيام، وضعت الحقيبة في أحمالي بحرص وأكملت نقل الأشياء.
عندما عدت لبلدتنا لم يكن حنيني لكي يشفيه لقاء أو ضمة أو قبلة أو قبلات أو رؤية سعادة عينيكي الكحيلة عندما تراني، فتحت آخر هدية أهديتيني إياها، قرأت تلك الورقة التي رسمتي عليها رسمًا طفوليًا لبيت وأنا وأنتِ، وأمنية أن نبقى معًا حتى نشيخ، لم ادرِ كيف تركتيني بعد تلك الأمنية بليلة واحدة، تذكرت كم كانت تلك الليالى باردة وقاسية مثلك.
اهديتينى قنينة عطركي التي تملأ غرفتي الآن، تزيغ عيني بحثًا عن تلك الطفلة التي كنت أقبّل جبينها كلما شممت ذلك العطر، أردت دائمًا أن أقبّل جبينك وأضمك إلى صدري في كل يوم رأيتك فيه، أحببت دائمًا تلك الطفلة بداخلك التي تضمني بشدة، تلك الطفلة التي نجحتي في إخفاءها عني الآن..»