
تشهد الحياة الثقافية بعد أيام أكبر حدث ثقافي في القاهرة بل وفي العالم العربي كافة وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52 التي تبدأ فعالياتها من 30 يونيو إلى 15 يوليو 2021.
وتأتي الدورة تحت شعار «في القراءة حياة» ومن المقرر أن يتم إقامة الفعاليات الثقافية كافة على المنصة الإلكترونية فيما عدا حفل جوائز المعرض والنشاط المهني واجتماعات مديري معارض الكتاب.
وبإقامة هذه الدورة يمر 52 عامًا على أول دورة للمعرض والتي أقيمت في 22 يناير عام 1969 في أرض المعارض بالجزيرة «دار الأوبرا حاليًا» وكان ذلك في عهد وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة.
أول معرض دولي للكتاب
وبحسب كتاب «حكاية أول معرض دولي للكتاب» للكاتب والباحث في التاريخ الثقافي محمد سيد ريان، كان صاحب فكرة المعرض الفنان عبد السلام الشريف، ويذكر الكتاب تفاصيل جديدة ومثيرة عن اليوم الأول لافتتاح المعرض وهو يوم 22 يناير 1969، وقد استمر المعرض ثمانية أيام، واشترك فيه 46 ناشراً يمثلون 32 دولة من أوربا وأمريكا وآسيا والدول العربية.
ويروي الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة، اقتراح قدمه الفنان عبد السلام الشريف إليه بضرورة إنشاء معرض دولي للكتاب فى مصر، ويقول د. ثروت: «فاتصلت بسوق الكتاب الدولي المعروف فى ليبزج، وأرسلت مندوب وزارة الثقافة الأستاذ إسلام شلبي للتمهيد إلى إقامة معرض شبيه به على النطاق العربي»، وكانت الدكتورة سهير القلماوي مكلفة بالإشراف على الدورة الأولى لهذا المعرض.
فعاليات المعرض في إطار العيد الألفي للقاهرة
وكانت فعاليات المعرض في إطار الاحتفال بالعيد الألفي لمدينة القاهرة، وتفرعت عن هذا المعرض معارض كتب أخرى متخصصة مثل معرض القاهرة الدولي لكتب الأطفال الذى بدأ سنة 1984 ويقام في شهر نوفمبر من كل عام.
ومن أبرز ما كُتب عن المعرض، مقال المفكر الكبير الدكتور فؤاد زكريا، والذي نُشر بمجلة الفكر المعاصر في عدد فبراير 1969، تحت عنوان «بين معرض ومؤتمر»، ذاكرًا فيه انطباعاته ورؤيته باليوم الأول للمعرض، وذلك وفقًا لما ذكره الكاتب والباحث في التاريخ الثقافي محمد سيد ريان، بكتابه «حكاية أول معرض دولي للكتاب».
إقبال كبير على معرض القاهرة للكتاب
ونقلًا عن الكتاب، ذكر الدكتور فؤاد زكريا تفاصيل اليوم قائًلا «كان يوم الافتتاح مكفهر الجو منهمر المطر شديد البرودة، وكنت أحسب وأنا مدعو إلى يوم الافتتاح أني لن أجد إلا نفراً قليلاً من المتجلدين الذين لن يملكوا بسبب أو لآخر أن يرفضوا الدعوات الموجهة إليهم لحضور الافتتاح.
بل لقد بلغ بي التشاؤم حدا ظننت معه أني قد أعود بعد دقائق من حيث أتيت وأن الافتتاح قد يؤجل إلى وقت آخر أنسب، في جو أفضل..
وما أن اقتربت من أبواب المعرض حتى شاهدت ما لم أكن أتوقع ومالم يكن يتوقعه أشد الناس تفاؤلاً بنجاح هذا المعرض».