«خالد مهدي الشمري».. من الصحافة إلى عالم القصة والنقد الأدبي
ثلاث مجاميع و10 كتب ولا زال يتعلم ويحاول أن يكون تلميذًا مطيعًا

صعد سلم بعد أن وجد الدرجة الأولى بصعوبة، كانت بداياته في الإعلام والصحافة. كتب القصة وهو لا يعلم أنها قصة بعد نتاج ثلاث مجاميع و10 كتب ولا زال يتعلم ويحاول أن يكون تلميذًا مطيعًا.
يقول: الصعوبة ليست في الصعود لكن في كيفية المحافظة على ما تحقق من إنجاز.. يأمل أن يتقن فن الكتابة لا حصد الجوائز.
إنه الكاتب والقاص العراقي خالد مهدي الشمري الذي أجرينا معه هذا الحوار الشيق..
وإلى نص الحوار:
س: من هو خالد مهدي الشمري؟
ج: خالد مهدي الشمري إنسان بسيط من العراق (كربلاء) دخلت عالم الإعلام عام 2012 وكنت أكتب في الصحف منذ عام 2007 حاولت جاهدًا أن أتعلم كل شيء بنفسي، وأكثر ما علمني هي الأخطاء حتى أسست مؤسسة إعلامية مستقلة ووكالة إخبارية؛ ومنها أصدرنا صحيفة شهرية.
كنت أكتب الخاطرة فاكتشفت أنها قصص، لذلك تحولت لكتابة القصة، وأول مجموعة كانت «نبوءة حمامة» طبعت في القاهرة دار الفؤاد للنشر والتوزيع، ثم مجموعة «جذور عنيدة» في دار النخبة القاهرة، والمجموعة الثالثة في طريقها للطبع.
كتبت المجموعة الأولى بعد ست كتب، كتابان »حوارات»، وكتاب «وهج الحروف – قراءات ثقافية» وكتاب «حول الملتقيات الثقافية» ويُعد من أهم الكتب البحثية لأنه يوثق أبرز المنتديات والنقابات والجمعيات الثقافية في كربلاء، ويعد الأول من نوعه.
س: «نبوءة حمامة» اسم غريب، هل للحمام نبوءة أم هناك قصة ما؟
مجموعة قصصية ضمت 59 قصة تم اختيار عنوان المجموعة من إحدى القصص وهي (نبوءة)، وكانت هذه القصة عبارة عن (حمامة) تحدثت عن مستقبل فتاة تركها القطار لتبث الأمل داخلها القصة، تحمل رمزية عالية حيث الهدف هو الأمل الذي يجب أن يكون موجودًا في داخل كل شخص وخاصة في وقت تزداد الظلمة من حولنا، كذلك باقي القصص تتحدث عن مشاكل وويلات عديدة أغلبها تحتاج للصبر والأمل، لذلك نحتاج إلى نبوءة حمامة تعطينا أمل كما هو الحال اليوم لمصابي مرض (كورونا) من يمتلك الإرادة والأمل يشفى.
س: حدثنا عن الجذور العنيدة في مجموعتك الثانية؟
المجموعة القصصية «جذور عنيدة» ضمت 39 قصة وهي صادرة عن دار النخبة في القاهرة، وتعتبر المجموعة القصصية الثانية والتي تتحدث عن التمسك بالحياة بجذور ثابته وعنيدة، القصص تتحدث عن واقع مزري يحتاج منا إلى الصبر والثبات.
قدمت في هذه المجموعة قصص تتحدث عن واقع مجتمع يمر بويلات عبْر تاريخ من الحروب ومخلفاتها التي أنتجت واقع اجتماعي يحتاج منا إلى التمسك بجذور عنيدة ومقارعة الفشل والاستبداد، كما أعتبر أن على الأديب واجب ودور في هذه المرحلة.
س: هل تجد كتابة القصة سهل ويستطيع أي شخص إصدار مجموعة أو أكثر؟
الأدب على العموم هو موهبة يجب أن تُثقل بالعلم والمعرفة، والكتابة كذلك لا دخل لها بالشهادة التي يحملها الشخص لأنها موهبة يكتسبها الشخص، وأعتقد كتابة القصة شيء صعب جدًا وهو بحد ذاته علم خاص له شروطه، ولا يمكن أن تكون مقنع للمتلقي إن لم تكن تجيد هذا الفن، الكثير يكتبون والكثير يحاولون، أنا مع الكتابة ولا أريد أن أكون السد المانع لأي موهبة لأن المتلقي هو الحكم وهو الذي يميز الكتابة الجيدة والكتاب الجيد من الرديء.
وقد وجدت من بعض الكُتاب ممن يمنعون بعض الشباب ويصدونهم، وهذا أعتبره إجحاف بحق الشباب والطاقات الجديدة، ولكن في الوقت نفسه وجدت من يقف مع الشباب ويمد لهم العون حتى أصبح منهم من له حضور مميز في الوسط الثقافي والأدبي.
س: كتاب (وهج الحروف – قراءات ثقافية) لما لم تقُل (نقدية)؟
نحن نعلم بأن النقد أدب له شروط وأقسام وليس من الإنصاف أن أدّعي شيء، لكن الواقع أنه نوع من أنواع النقد؛ فالنقد يشمل الكشف عن مواطن الجمال في العمل الأدبي، وأيضًا ممكن أن يكون الحكم عبر التعبير عن الإيجابيات والسلبيات في النص.
والنقد هو تحليل وتفكيك النص على حسب المدارس النقدية، ومن أنواع النقد:
(النقد الانطباعي) وموضوع القراءات وما يسمى بالدراسات في البلدان العربية هي قراءة للنص وإظهار جماليات النص والوقوف عند السلبيات أيضًا، وهذا ما قدمناه في كتابنا «وهج الحروف» في قراءة للعديد من الروايات والقصص لكُتاب عرب وعراقيين، وكتابنا الثاني «خفايا السرد» وهو قراءات لثلاثة مجاميع قصصية للقاص (أسامة إبراهيم) من مصر العربية، وكتابنا الثالث «وهج السرد» تحت الطبع.
س: هل يمكن للقاص أن يتحول لكتابة الرواية؟
الرواية فن أدبي ليس بالسهل والموهبة في كتابة القصة لا تعني القدرة على كتابة الرواية، لأن شروط هذا الأدب مختلفة، وتحتاج إلى خبرة وموهبة، لكن لا أقول لا نحاول أن نبدع ونكتب والجمهور المتلقي هو الحكم.
لديّ محاولة في كتابة الرواية وهي مخطوطة حاليًا تحمل عنوان «على حافة الخوف» وقريبًا جدًا أرسلها للطبع بعد الاستعانة بأدباء من أهل الاختصاص، وعرضها على الأصدقاء والمقربين من الأدباء، لكنها تجربة صعبة ومخيفة جدًا على الرغم من كتابتها بعد ثلاثة مجاميع قصصية.
س: من الذي يحدد جمالية القصة من عدمها؟
المتلقي طبعًا، أولًا أن تكون متكاملة وحسب الشروط الفنية للقصة، لكن تعتمد على مدى الإقناع والتأثير بالمتلقي وهذه الشروط تعتمد الخبرة، ولدينا أسماء كبيرة في مجال القص في العراق واستطاع البعض أن يحرز انتشارًا على المستوى العربي، أيضًا وأنا كتبت أكثر من 250 قصة قصيرة وأعتبرها محاولات فقط، وأعتبر نفسي ما زلت تلميذ يبحث عن مكان بين كبار كُتاب القصة.
س: هل تناول النقاد أعمالك القصصية وكيف تجد حركة النقد بين الأدباء؟
كتب العديد من النقاد والأدباء مقالات نقدية تخص مجاميعي القصصية أو قصص منفردة، وأما عن حركة النقد فهذا موضوع شائك وكبير ويحتاج إلى وقت لتفسيره، وسوف أكون صريحًا في هذا الموضوع، وقد لا يقبل العديد من الأدباء بهذا الرأي رغم أنه موجود على المستوى المحلي والعربي كذلك، وما أقصد هو (النقد الدائري) والذي يشمل البعض، (أكتب عني وأكتب عنك)، ومنهم من يرسل نتاجه الأدبي ويطلب من الناقد الكتابة وهذا ما يعرفه الجميع وأعتقد ينكره الجميع، كما أجريت حوارات عديدة وسألت عن (المحسوبية) في النقد فكانت الإجابة نعم موجودة.
س: كتاب مهم جدًا صدر لكم وهو «رواق الثقافة – الملتقيات الثقافية في كربلاء»؟
يعد كتاب (رواق الثقافة) من الكتب المهمة فهو توثيق للمراكز الثقافية الحالية والمستمرة بالعمل ونبذة عن المراكز الثقافية عبر التاريخ، حيث وثقت أكثر من 25 مركز ثقافي أقيم فيه ندوات وأمسيات ثقافية وبرامج ثقافية مهمة، قدمت لي (جامعة كربلاء) كتاب شكر وتقدير في حينها حيث يعد كتاب مهم للباحثين والدارسين. جُمع هذا الكتاب من خلال تواجدي في العمل الإعلامي والتوثيق للمحافل الأدبية والندوات الثقافية.
س: بعد نتاج ثمان كتب مطبوعة هل هناك صعوبات واجهتكم؟ وكيف تجد مستقبل الكتب المطبوعة؟
عملية طبع الكتب عملية مكلفة والعديد من الكتاب يختزن ما لا يقل عن خمسة كتب يبحث لها عن سبيل للطبع، وهناك مشكلة في اختيار دار الطبع مع كثرتها وانتشارها عبر العالم منها ما يخص الثقة بين الكاتب والدار ومنها ما يخص المدة التي يتأخر فيها الكتب كي يصل وخاصة ما يطبع في الدول العربية، عشرة أشهر كثيرة بين الطبع والشحن وما يخص المطابع ودور النشر في العراق كثيرة لكن فرصة الاشتراك في المعارض الدولية محدودة أو معدومة إلا بعض الدورة وتكون تكلفة الكتاب كبيرة جدًا.
لدي أربع كتب جاهزة للطبع لكن بسبب التكلفة سوف أطبع كتاب واحد فقط لحين جمع مبلغ الكتاب الثاني، مع العلم أغلب أو كل الأدباء يوزع كتبه مجانًا.
أما عن الشطر الثاني، فمستقبل الكتب المطبوعة مستمر ولا بديل عن الكتاب المطبوع مهما كثرت مجالات النشر الإلكتروني للكتب وبعض المواقع، والكثير منا لا يحبب القراءة عبر المواقع، فالكتاب المطبوع له ميزة مختلفة وطعم خاص.
س1: هل «خالد مهدي الشمري» يبحث عن الشهرة؟
على الرغم من البحث عن الشهرة أمر مشروع وليس معيب، لكن أنا عملت في الإعلام والصحافة والتي هي أكثر شهرة ولم أكن باحث عن الشهرة والأضواء، أحببت عملي وأحب أن أكون ناجحًا في عملي هذا، كل ما في الأمر موضوع الشهرة يحددها المتلقي وهو أساس نجاح العمل الأدبي.
نبذة عن القاص خالد مهدي الشمري
الاسم الأدبي خالد مهدي الشمري.
مواليد / الهندية كربلاء /1971 العراق.
حاصل على شهادة بكالوريوس رياضيات.
عضو اتحاد الأدباء والكُتاب العراقيين.
رئيس مؤسسة صدى القيثارة الإعلامية.
مدير وكالة صدى القيثارة الإخبارية.
رئيس تحرير مجلة صدى القيثارة.
مدير تحرير مجلة السرد الثقافية.
نائب رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين فرع كربلاء سابقًا.
عمل مراسلًا لوكالة أوروك الإخبارية والقيثارة.
وصحيفة الحقيقية في العراق والتي تصدر من أمريكا.
عضو في منظمة حرية الرأي الإعلامية.
له مقالات عديدة نشرت في الصحف والمواقع الإلكترونية.
أقيم له ندوات وأماسي عديدة، وأجريت له العديد من اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية.
الإصدارات..
1- (زبد الأيام – حوارات ثقافية) .. الجزء الاول 2017 دار الفرات العراق / بابل.
2- كتاب (وهج الحروف – قراءات ثقافية) 2018 دار الفرات العراق/ بابل.
3- كتاب (حوارات ثقافية – زبد الأيام) .. الجزء الثاني 201 دار الفرات العراق / بابل.
4- كتاب (رواق الثقافة الملتقيات الثقافية في كربلاء) 2019 دار الفرات / العراق / بابل.
5- (نبؤءة حمامة) مجموعة قصصية، عن دار الفؤاد القاهرة 2019.
6- كتاب (حوارات ثقافية – عطاء الأيام) الجزء الثالث 2019 دار المداد / العراق / كربلاء.
7- (جذور عنيدة) مجموعة قصصية عن دار النخبة القاهرة / 2020.
8- كتاب (خفايا السرد) قراءات لثلاث مجاميع قصصية للقاص (أسامة إبراهيم) دار النخبة القاهرة 2020.
9- له قصص في أربع كتب صادرة مشتركة .
تحت الطبع:
- الجزء الرابع لكتاب (عطاء الأيام – حوارات ثقافية) مخطوطة.
- رواية (على حافة الخوف) مخطوطة.
- كتاب (وهج السرد – قراءات ثقافية) مخطوطة.
- المجموعة القصصية الثالثة وهي مخطوطة.