رحيل الشاعر العراقي الكبير «سعدي يوسف»
تعرَّض مثل كثير من الكتاب والشعراء العراقيين للسجن بسبب مواقفه السياسية

رحل عن عالمنا في وقت متأخر من مساء السبت، الشاعر العراقي البارز سعدي يوسف، في العاصمة البريطانية، عن عمر ناهز الـ87 عاماً، عقب رحلة طويلة من الصراع مع المرض.
ولد سعدي عام 1934، في أبي الخصيب، بالبصرة العراق، وأكمل دراسته الثانوية في البصرة، ومن ثم حصل على ليسانس شرف في آداب العربية.
عمل في التدريس والصحافة الثقافية، وتنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية، وفقاً لموقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، شهد حروباً، وحروباً أهلية، وعرف واقع الخطر، والسجن، والمنفى.
نال صاحب ديوان «حفيد امرئ القيس» جوائز في الشعر ومنها جائزة سلطان العويس، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية، وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ، ومن ثم أصبح عضو هيئة تحرير «الثقافة الجديدة».
حسب «بي بي سي»، ينتمى سعدي يوسف إلى موجة الشعراء العراقيين التي برزت في أواسط القرن الماضي، وجاءت مباشرة بعد جيل رواد ما عرف بالشعر الحر أو التفعيلة، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبدالوهاب البياتي.
تعرَّض صاحب «الأخضر بن يوسف ومشاغله» مثل كثير من الكتاب والشعراء العراقيين للسجن بسبب مواقفه السياسية واضطر إلى الهجرة من بلده ليعيش في بلاب الغربة.
صار يساريًا على طريقته الخاصة، وبات يصف نفسه «الشيوعي الأخير» بحسب عنوان آخر دواوينه، وبشكل خاص بعد اختلافه مع حزبه في الموقف من غزو العراق والتحولات السياسية التي أعقبته.
أسهم لمدة طويلة في إثراء مجلة «الحرية» الناطقة بلسان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بإنتاجه الشعري، ودوره الميداني، خاصة في زمن المقاومة المسلحة في لبنان، وفي مواجهة غزو 1982 للبنان، ومع انفجار الانتفاضة الثانية.
كما كان نجم صالونات الشعر ومنتدياته، تحلى بالتواضع، والصبر الشديد، وبقي يقبض على حجر الصمود والثبات حتى الرمق الأخير.