رحيل الشاعر والمترجم الكبير «رفعت سلام»
من أبرز علامات جيل السبعينات والحائز على جائزة «كفافيس» الدولية للشعر عام 1993

رحل عن عالمنا اليوم 6 ديسمبر 2020، الشاعر والمترجم المصري الكبير رفعت سلام بعد صراع طويل مع المرض والذي يعد أحد أبرز شعراء السبعينيات في مصر.
ويعد رفعت سلام أحد أعلام شعر الحداثة العربية في موجتها الثانية، وصاحب المنجز الشعري والأدبي والثقافي رفيع المستوى، وقد حاز على جائزة (كفافيس) الدولية للشعر عام 1993.
ولد رفعت سلام، بمدينة منيا القمح في محافظة الشرقية، وفي عام 1955 عاد مع أسرته إلى مدينته الأصلية منية شبين في محافظة القليوبية والتحق بجامعة القاهرة عام 1969، ودرس الصحافة فيها، ثم تخرج منها عام 1973.
إنجازات رفعت سلام
وساهم فى إصدار مجلة (إضاءة 77) مع بعض زملائه، ثم أصدر مجلة (كتابات)، وأصدر أول ديوان شعرى له عام 1987 بعنوان «وردة الفوضى الجميلة»، كما أسس مجلة (كتابات) الأدبية.
وقبل وفاته بقليل صدر المجلد الثاني من أعماله الشعرية الكاملة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تضمنت أعماله الشعرية الجسورة التي يصفها بعض النقاد بـ«مغامرة حتى الحدود القصوى الممكنة -حتى الآن- ».
وبالإضافة إلى منجزه الشعري الباذخ والماثل بشموخ وتفرد في أعماله الكاملة الشاهدة على التمرد والخروج على المعطيات التقليدية فيما ترسخ لنفسها مسارًا شعريًا رائدًا ورائعًا في مسيرة الشعر العربي.
قدم رفعت سلام للمكتبة العربية منجزه غير المسبوق في ترجمة روائع الأعمال الشعرية لكبار أعلام الحداثة وما بعدها في الشعر الغربي.
الترجمة العربية لأبرز شعراء الحداثة
قدم رفعت سلام الترجمة العربية الكاملة لأشعار كل من بودلير ورامبو ووالت ويتمان ومختارات شعرية عديدة مثلت أهم وأبرز الاتجاهات الشعرية الحداثية في أوروبا وأمريكا.
كل ذلك بالتوازي مع إسهاماته النقدية والنظرية لتأسيس الشعرية العربية الحديثة، وانغماسه بنشاط وهمة في المجال الثقافي العربي طوال خمسين عامًا.
وقبل سنوات قليلة من رحيله ترأس رفعت سلام سلسلة (آفاق عالمية) وافترع منها سلسلة جديدة بعنوان «الروائع المائة» أو «المائة كتاب» قدم فيها ترجمات عربية كاملة وجديدة ورصينة لكلاسيكيات النصوص الأدبية في التراث الإنساني، سلسلة داخل السلسلة تستهدف تحقيق هدف محدد: تقديم أهم مائة عمل أدبي في الثقافة العالمية، وصدر منها بالفعل قرابة الـ25 عنوانا شملت «دون كيشوت» عن الإسبانية، و«الديكاميرون» عن الإيطالية، و«مائة عام من العزلة» لماركيز، و«بيدرو بارامو» لخوان رولفو.. وغيرها.