صدر حديثا

رسم واقعية أحداث بلاد الرافدين

قصص الذين رحلوا والأحياء الذين يعيشون كأنهم أموات

صدر حديثًا عن دار النخبة رواية «الخريف الأخير» للكاتب العراقي عادل رافع الهاشمي، تقع الرواية في 155 ص. من القطع المتوسط.

استطاع عادل الهاشمي رسم وتشكيل الواقعية الجدلية لأحداث بلاد الرافدين متخذًا بلدته (حديثة) مهد الأحداث، عليها تحركت شخوص الرواية وفيها كتب المؤلف أحداث روايته لأناس عاش وتعايش معهم والذين رحلوا عن عالمنا.

حصر المؤلف الأحداث في ثمان فصول دوَّن فيهم أحداث الرواية:

أنين النواعير، ذات صباح في حديثة، أنت لن تدوم لي، أخاف الذكريات، ألفت البكاء، لماذا تعتقلون زوجتي، الفضيحة الكبيرة، ليلة القبض على الضحية.

مدينة حديثة مهد أحداث الرواية 

يقول المؤلف في مقدمة الرواية: «حديثة …. تلك المدينة الغافية على ضفاف الفرات …. لم تكن غافية تلك الليلة، مغمضة العينين فقط !. وهل ينام من به ألم ؟! لم تعد ضفاف الفرات تزدان بأشجار الغرب والصفصاف، غرقت تلك الرمال التي كان يسهر عليها الشباب مع ضوء القمر ورائحة الشواء تفوح مع الدخان المتصاعد من (سكف) سمك الكطان.

ذهبت الليالي الملاح وغاب معها لحن (المطبك)، لم تعد أنامل (أبو زيدان) تداعبه تذوب بالروح مع ضربات (بدر الياس) على الطبل لتخرج أنغامًا مع انسياب الفرات من خلال صوت (عبد القادر عيفان) ينساب شجيًا شط (قليع)».

المؤلف يصف بناء الرواية من حيث المكان والشخوص وكأنه عرض تقديمي للأحداث.

يقول الراوي: «أما البسطاء من السكان المحيطين (بصعدة الحي العسكري) فقد أيقنوا أن لا شيء يمر في الحياة عبثًا، حتى الظلم الذي ران عليهم، لأجل أن يتعلموا، لأجل أن يعوا، كل العراقيين عليهم أن يعوا !! …. أن يتسع أفق تفكيرهم وتتعمق حكمتهم.

شعوب العالم كلها عليها أن تعي أن لا خيار أمامها سوى السلام الذي يضمن حقوقًا للجميع، لا غزو ولا غُزاة، لا عبيد ولا أسياد مستعمرين.

نشرت خلال تحقيقات المحكمة الجنائية لقوات المارنز، تقارير سرية داخلية في هذه القوات تبين إنه وجِد لدى الجنود (وحتما لدى عدد من القادة العسكريين)، أن هناك شعورًا لديهم بأن حياة المدنيين العراقيين الأبرياء ليست مهمة بقدر أهمية جنود المارينز، وان مقتل أولئك أمر عادي مهما كان عددهم، وان ذلك عندهم ليس سوى حادث مؤسف وحسب!».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى