
- أبيض وأسود - 22 فبراير، 2022
- البطل المفقود - 9 أكتوبر، 2021
- حصان طروادة - 28 أغسطس، 2021
هل هو غريب أن يتناول فيلمًا أو رواية أحداثًا، ويكشف المستقبل عن أحداث مماثلة؟
هذا ما حدث في قصة «الكورونا»، فقد تناول أكثر من عمل سينمائي قصصًا تتشابه في تناولها وأفكارها الأساسية مع إنتشار فيروس كورونا، الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية مهددًا لوباء فيروسي يجتاح العالم
من تلك الأفلام.
فيلم «Outbreak» أو «تفشي الوباء» إنتاج عام 1995، وفي الفيلم يعمل «سام دانيالز» أو «داستن هوفمان» في معهد البحوث الطبية للأمراض المُعدية بالجيش الأمريكي، ويقوم بدراسة آثار فيروس مميت، ويقدم تقريرًا إلى رئيسه يطلب فيه اتخاذ التدابير بشأن هذا المرض الخطير، لكن الأخير يرفض ويصر على قصف المدينة المنكوبة وقتل سكانها المصابين.
ويصر بطل الفيلم داستن هوفمان، على إيجاد علاج للفيروس ويخوض معارك مع رؤسائه للبحث عن قرد مصاب بالفيروس؛ ليحصل منه على المادة المضادة للفيروس وينجح في إنقاذ البلدة المنكوبة.
الفيلم الذي تنبأ بفيروس كورونا
وفيلم «Contagion» الذي تنبأ ضمنًا بظهور فيروس كورونا، وهو فيلم أمريكي صدر عام 2011، ويرى كثير من النقّاد ونشطاء مواقع التواصل أنه تجسيد حقيقي لما يحدث حاليًا بسبب فيروس «كورونا».
وفي فيلم « I Am Legend» أو «أنا أسطورة»، الذي أصبح فيه أخصائي الفيروسات روبرت نيفيل، هو الوحيد غير المصاب بالفيروس الموجود في مدينة نيويورك، وربما في العالم كله بعد انتشار فيروس قاتل عام 2009. صدر الفيلم في 14 ديسمبر عام 2007
أما فيلم «Flu» أو «الأنفلونزا القاتلة» فيدور حول سلسلة قاتلة من فيروس إنفلونزا الطيور، الذي ينتشر كالنار في الهشيم عبر بوندانج ويهدد سكان سيول (كوريا الجنوبية) وصدر عام 2013.
معروف أن سبب فيروس الإنفلونزا عبارة عن مجموعة متنوعة من أنواع وسلالات من الفيروسات، ومعروف أيضًا أنه في أي سنة من السنوات يمكن لبعض السلالات أن تنقرض في حين يتم خلق جيل آخر.
نظريات ظهور السلالات الفيروسية
أما كيف يحدث ظهور هذا الجيل أو السلالة الجديدة؟ فالأمر كما يفسره العلماء يتم عن طريق حدوث تغيير للأنتچين الذي يكون مركبًا بروتينيًا علي سطح الفيروس أو يحدث إعادة تشكيل له، فيؤدي إلى نشوء سلالات جديدة وشديدة العدوى من السلالة الأولية.
و هناك نظرية أخري لظهور فيروس له نشاط وبائي، و هذه النظرية تستند علي أنه يحدث تفاعلات مجموعة ثابتة من السلالات الفيروسية مع مجموعة متغيرة؛ فتتولد باستمرار سلالات حصينة عن سابقتها من السلالات الفيروسية.
قد يكون أحد هاتين النظريتين هو ما حدث ليظهر فيروس الكورونا، وقد أوضحت الدراسات الوبائية أن الوباء قد يحدث ما يقرب من ثلاث مرات في القرن، ويصيب نسبة كبيرة من سكان العالم، ويمكن أن يقتل عشرات الملايين من الناس، وقدرت إحدى الدراسات أنه في حالة ظهور سلالة مماثلة لانفلونزا 1918 اليوم، فإنها يمكن أن تقتل ما بين 50 و 80 مليون شخص.
و هذه أيضًا معلومة مهمة جدًا، فمن هنا يمكننا أن نفهم السر وراء الفزع الذي انتاب العالم اليوم.
وفي القرن العشرين، وقعت ثلاثة إجتياحات لفيروس الإنفلونزا:
الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 (50 مليون حالة وفاة تقريبًا)، والإنفلونزا الآسيوية في عام 1957 (مليوني حالة وفاة)، وإنفلونزا هونغ كونغ في عام 1968 (مليون حالة وفاة).
كان وباء إنفلونزا عام 1918 عالميًا حقًا، حيث انتشر حتى القطب الشمالي والجزر النائية في المحيط الهادئ.
وأدى المرض الشاذ بشكل غير عادي إلى مقتل ما بين اثنين وعشرين بالمائة من المصابين، بدلًا من معدل وفيات الوباء الإنفلونزا المعتاد بنسبة 0.1%.
لم تكن اجتياحات الإنفلونزا مدمرة جدًا بعد ذلك. وشملت هذه الأنواع : 1957 الإنفلونزا الآسيوية (فيروس الإنفلونزا أ H2N2) وإنفلونزا هونغ كونغ عام 1968، (فيروس الإنفلونزا أ – H3N2 )، ولكن حتى هذه الاجتياحات الصغيرة قتلت الملايين من الناس.
الوقاية من الإنفلوانزا
و في اجتياحات في وقت لاحق، كانت المضادات الحيوية المتاحة للسيطرة على الالتهابات الثانوية قد ساعدت على خفض الوفيات، مقارنة مع الإنفلونزا الإسبانية عام 1918.
فقد كانت أول خطوة هامة نحو الوقاية من الإنفلونزا هي تطوير لقاح للفيروسات القاتلة في عام 1944 من قِبل توماس فرانسيس.
الشاهد من وراء هذا التاريخ، أنه من الطبيعي جدًا لمن يعرفه، أن يكتب سيناريو فيلم تظنه يتنبأ بما يحدث، بينما هو في الحقيقة يحكي ما حدث.
ومن الطبيعي جدًا لمن يدرك تلك الحقائق العلمية أن يشعر بالذعر؛ خوفًا من أن يحدث للبشر ما حدث عام 1918.
صحيح كلما زادت معرفتك.. زاد همك.. وزاد قلقك..
أما من لا يعرفون.. فإنهم يرقدون في سلام.