
Latest posts by إبراهيم سبتي (see all)
- مكائد الشخصيات في رواية «نيران ليست صديقتي» - 6 يونيو، 2020
- سليل الخيال - 28 مايو، 2020
- يجب أن تنجح العملية! - 26 مايو، 2020
«وبعد ساعتين أوقفنا الدليل ثانية وأخبرنا بأننا سنصل إلى برج الحراسة بعد مسير نصف ساعة ، وعلينا النزول من السكة والسير على مبعدة من الحرس.
قبل الوصول إلى البرج تفرقنا في الأرض الخلاء الواسعة الغارقة في هدير الظلام. بعد ربع ساعة من اجتيازنا الحرس، عدنا إلى السكة وواصلنا السير وشعرت بخوف شديد يعتصرني بأن الشرطة لا يسمحون لنا بالمواصلة أبدًا، الظلام يغطي المكان والزملاء ومعهم الدليل في المقدمة قد تعثروا بجثة هامدة على السكة وحذورنا منها فتحاشيناها ولم يسمح لنا الظلام برؤيتها جيدًا.
سرنا بالرتل فأوقفنا دليلنا مرة أخرى، تجمعنا حوله وأخبرنا بأنَّ علينا ترك السكة في هذه النقطة والدخول في حقول الذرة الصفراء المجاورة قبل حلول الصباح، الآن هو الوقت المناسب للعبور كي نتخلص من المراقبة وهناك سيتغير أسلوبنا في المسير.
دخلنا الحقول الضخمة العالية وقد غطت أجسادنا جميعًا وقدرت ارتفاعها بمترين على الأقل. مشينا برتل طويل غائص بين أعواد الذرة لا يعيقنا سوى ما تحمله السيقان من الأكواز الثقيلة التي تصطدم بالوجوه.
بعد ساعة من السير السريع لمحنا ضوءًا أمامنا فتوقفنا وأبلغنا الدليل بأن علينا تغيير ملابسنا المتسخة وترك الحقائب، لأنهم هنا لا يحبون اللاجئين الذين يرومون الذهاب إلى دول أوروبا الغربية، ومنظر الشخص النظيف قد لا يؤدي إلى الشك والريبة.
توزعنا في الحقول الواسعة، استبدلت ثيابي بثياب جديدة كنت قد اشتريتها من بغداد. و(حسن) وعائلته اختفوا بين السيقان العالية. بعد سماعنا صوت نباح اتفقنا عليه مع الدليل، أسرعنا إلى التجمع في المكان الذي صدر منه الصوت»..
مقطع من روايتي الجديدة «سليل الخيال» التي ستطبع وتصدر في القاهرة..