حول العالم

سليمان التمياط: «جاذبية تسافر كثيرًا».. شعور لا يوصف

الكاتب السعودي يكشف عن بداياته مع الكتابة وتأثير البيئة عليه

«سليمان التمياط» كاتب سعودي بدأ الكتابة مبكرًا له إصداران،كتاب «ترميم»، و«جاذبية تسافركثيرًا» عن دار النخبة، ونشر العديد من المقالات وكتاباته الأدبية في العديد من الصحف العربية والمحلية وساهم في تكوين الرؤية الفكرية والأدبية للوعي الجمعي وجانب اللغة العربية.

يجيد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية ولنتعرف عليه أكثر في هذا الحوار الذي أجرته معه صحيفة «رؤى الخبر الإلكترونية»..

 وإلى نص الحوار:

كيف بدأت الكتابة ودخلت عوالمها؟

ج: الكتابة بدأتني مبكرًا منذ دراستي الإبتدائية (الصف الرابع ابتدائي)، منذ القراءة أيام المكتبة المدرسية ونقاشات أبي معي بشكلها المبسط في بعض الكتب التي كنت أستعيرها منها (كانت أغلب الكتب تناسب المرحلة العمرية من حيث كونها قصصًا عالمية بأسلوب مبسط ولغة سهلة تحاكي عقل الطفل) حيث كانت في تلك الأيام تعيش المكتبات المدرسية فترة انتعاش ملحوظة. بالإضافة إلى أن الكاتب الجيد بالضرورة قاريء جيد أو هكذا يجب أن يتكون ويكون. بإختصار: بدون أن تتقصدها الكتابة تبدأ معك من أول حرفٍ تقرأه.

هل للبيئة أثر كبير على الكاتب؟

ج: بما أن السؤال تقليدي فسيكون جوابه لدي تقليديًا ومتوقع: نعم بكل تأكيد؛ وفي جواب السؤال الأول السابق مثال للبيئة ودورها في تكوين الكاتب شخصيةً وفكرًا.. إلخ

الكاتب مثل الجندي الذي يناضل في عدة ميادين فيكتب في أكثر من صحيفة ومجلة فهل توافق على ذلك؟

ج: في بعض الحالات والأشخاص والمراحل أوافق نعم .

كتاباتك من واقع ملموس فهل لها تأثير إيجابي على الأشخاص المحيطين بحضرتك؟

ج: أكتب لنفسي أولًا ومتعتي الذاتية أما التأثير حقيقة لم يشغل بالي كثيرًا؛ وإن كنت أتمنى ذلك.

كيف تصف لنا أعمالك الصادرة «جاذبية تسافر كثيرًا»، و«ترميم»؟

ج: بكلمتين : شعور لا يوصف .

الوعي بلحظة الكتابة ما تمثله؟

ج: الغياب عن كل شيء .

ما الدور الذي يمكن أن تقوم به الكتابة في التعارف ببن الثقافات؟

ج: خلق أرض مشتركة لصناعة وعي يعم العالم وهذا الوعي يصنع التعايش بسلام وهو ما يفترض أن يحدث.

إلى أي حد ينحاز الكاتب للواقع ؟

ج: بنفس الحد الذي ينحاز به للمُتخيل .

أين الطفولة من كتاباتك؟

ج: متواجدة بغزارة كوني أعود طفلًا في بعض تجلياتي أثناء الكتابة. أما إذا كان القصد من السؤال بالكتابة عن الطفولة فبعض كتاباتي تضمنت ذلك.

لديك العديد من المقالات هل ساهمت بها في تكوين الرؤية الفكرية والأدبية؟

ج: أتمنى ذلك وإن كنت لا أسعى له بشكل مباشر.

كيف يبني الكاتب جسر التواصل بينه وبين المتلقي؟

ج: بالصدق مع نفسه قبل الغير. لن تقنع أحدًا إذا لم تقنع نفسك أولًا.

ما هو مستقبل الأدب والشعر في عصر ثورة المعلومات والربوت؟

ج: سؤال جميل ولكن له تشعبات يطول الحديث عنها. ولا تكفي له إجابة قصيرة. ولكن بالنسبة لي بالمختصر قد يكون المستقبل غامضًا ومفتوح الاحتمالات.

أين تكمن أزمة المؤسسات الثقافية؟

في ضعف قدرتها على التواصل مع الناس.

الموازنة بين الحاجة للمادة (النقود) والحاجة لعدم نسيان وإغفال دورها الأساس الثقافي التوعوي.

هل يتوقف البوح وتنتهي الكتابة؟

البوح لا يتوقف، فله وسائله المتنوعة. أما الكتابة (كنشر): لدى البعض توقف مؤقت. والبعض الآخر قد يعتزلها نهائيًا.

كيف تبحث الكتابة عن الفكرة؟

بكوني أبحث عن الفكرة التي تبحث عني.

أثناء قراءتي لبعض كتاباتك لفت نظري رأيك الغريب عن الكمال. فكيف ذلك؟

ج: نعم ولا زلت مصرًا عليه. ‏الكمال نقمة ولكي أتجاوز لغة التعميم أقول في أحايين كثيرة… فيكفي أنه يحرمك لذة محاولة الوصول.

أيضًا لاحظت تنوع مجالات كتاباتك ما شاء الله ما السر في ذلك؟

الحياة متنوعة ومن يعش كثيرًا كما قيل يرى كثيرًا.

وقد يكون لطبيعتي الشخصية دور في ذلك؛ فأنا لا أحب التكرار، الرتابة والجمود وفي بحث عن التطوير دائمًا.

ماذا عن بعض كتاباتك بلغة غير العربية في وسائل التواصل الاجتماعي … ما السر وراء ذلك؟ 

ج: ليس سرًا على الإطلاق. أحب تعلم أشياء جديدة وخصوصًا اللغات. أكتب بالإنجليزية بحكم التخصص والعمل وتعلمت الفرنسية في وقتٍ مضى ولكن مع قلة الممارسة اضطر لمراجعتها، أما الإسبانية فهي قيد التعلم بمعنى جاري تعلمها ولذلك أضطر أحيانًا الكتابة بها بمحاولات قليلة، لأن الكتابة ترسخ المعلومة وتساعد على الحفظ. أما إن كان هناك ما يجوز لنا تسميته «سر» هو أنني املك النية لترجمة نتاجاتي الأدبية إلى هذه اللغات بنفسي بإذن الله حينما يتهيأ الوضع المناسب لذلك.

برأيك الكتابة هدف أم وسيلة؟

كلاهما. فهي غاية حين تسعى لها كـ هروب ووسيلة حين تساعدك على الهروب.

أين تريد أن تصل؟

لا أريد الوصول ولا أملك خريطةً له بشكل واضح متكامل، مجرد أشياء تأتي للبال في توها ولحظتها فإما أن أضيفها للبال أو تتركني و تغادر … أريد أن أبقى سائرًا.. باحثًا للمدى وعلى المدى.

كلمة تكن مسك ختام حوارنا…

أرجو أن يوفيكم الشكر حقكم شخصيًا كأفراد وكمؤسسة ثقافية وأتمنى لكم الأفضل دائمًا على كل المستويات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى