
- صفحات مشرقة من حياة شمس المسرح العربي - 17 يوليو، 2020
- الحكاية وآفاق التاريخ - 29 مايو، 2020
ولد الكاتب الكبير وأمير المسرح العربي الأستاذ توفيق الحكيم ، في مدينة الإسكندرية المصرية سنة 1898، ثم أرسله والده إلى القاهرة ليتم تعليمه بها، وكان له منذ صغره ميل واضح للموسيقى ومشاهدة فن التمثيل، فلما استيقظت مواهبه الأدبية بدأ يتجه لكتابة التمثيليات، منذ سنة 1922 (أو قبل ذلك بحوالي أربع سنوات) متأثرًا بالروح القومية.
وعندما نال إجازة الحقوق سنة 1924 سافر إلى العاصمة الفرنسية باريس، ليستكمل دراسته القانونية (وفقًا لرغبة والده الذي كان من رجال القضاء)، ولكنه انصرف إلى الإطلاع على روائع القصص والأدب المسرحي العالمي، والتردد على دور التمثيل، وأشبع هوايته من الموسيقى التي شغف بها، كما درس المسرح الإغريقي وأسسه وقواعده وما انتهى إليه من تطور في الغرب، وتأثر بكل هذه الدراسات والمشاهدات والثقافات الفنية التي استغرق فيها.
الإنتاج الأدبي لتوفيق الحكيم
وعاد الحكيم من أوربا سنة 1928 فاشتغل بالنيابة العامة، وتقلب في عدة وظائف حكومية، ثم استقال، ليتفرغ لرسالته الفنية، وتوالى إنتاجه الأدبي: من مقالات أدبية ونقدية، ومن أقاصيص، وقصص طويلة، ومسرحيات كثيرة.
وفي سنة 1950 عين الأستاذ / الحكيم مديرًا لدار الكتب المصرية، ثم عضوًا متفرغًا بالمجلس الأعلى للآداب والفنون (المجلس الأعلى للثقافة حاليًا). وأعمال الحكيم الأدبية كثيرة لا يتسع لها هذا التعريف الموجز، ومن مسرحياته: أهل الكهف، وسليمان الحكيم، وبجماليون، والملك أوديب، وشهرزاد، والأيدي الناعمة.. إلخ .. إلخ .. ، وقد تم ترجمة الكثير من آثاره إلى بعض اللغات الأوربية الحية.
وتذهب أغلب الكتابات عن توفيق الحكيم إلى أن أول مسرحية كتبها: «أهل الكهف»، سنة 1933، وأن آخر مسرحية كتبها: «الحمير»، سنة 1975، وأن أول وظيفة شغلها كانت وكيل نيابة سنة 1930، وأول منصب شغله كان مفتشًا للتحقيقات بوزارة المعارف العمومية (التربية والتعليم)، سنة 1934، وآخر منصب تولاه كان رئاسة المركز المصري للهيئة الدولية للمسرح، ويقال إنه كتب نحو مائة مسرحية، و62 كتابًا، كما أنه منح درجة الدكتوراه الفخرية سنة 1975 من أكاديمية الفنون المصرية.
ويعد توفيق الحكيم بحق عميد الكتاب الذين نهضوا بمسرحنا العربي، وجعلوا له شخصية مستقلة، تعتمد على فلسفة مستمدة من روح الشرق، وهو دون مبالغة أستاذٌ كتاب المسرح العربي في عصرنا الحديث.