
تحت عنوان («صانع الآلهة» رواية جديدة للأديب المصري محمد هلال تعي التاريخ وتستلهم الأسطورة وتناقش الواقع وتطرح أسئلة مسكوتًا عنها)، كتب محمود القيعي في صحيفة «رأي اليوم» يقول:
محمد هلال كاتب له مذاق خاص في الكتابة، وسبق له الحصول على جائزة «نجيب محفوظ» في الرواية.
لن يجد القارئ للرواية كبير عناء في التعرف على عالم «هلال»، فهو (صوفي الهوى) يؤمن بقول الشاعر القديم:
ومن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارًا إلى عُمره
الرواية – البديعة – مملوءة بحوارات ممتدة ثرية بين الجد والحفيد تعي التاريخ التليد، وتستلهم الأسطورة وتناقش الواقع، وتقدم الحكمة وفصل الخطاب، منها هذا الحوار الممتع بين الجد والحفيد:
يا جدي إن خيال الناس وخصوصًا البسطاء أوسع مما تتخيل، ربما أوسع من الكون كله.. ثم قال: هذا الحديث الغريب يغريني بالإقامة فيه، كي أصنع لهم تماثيل يراها العالم، وتلك فرصة لم تتوافر لنحات مثلي.
عنيد مثل أبيك الشيخ عبد التواب.
ليس عنادًا يا جدي ولكن للعقل كلام آخر، على كل حال، فلنجرب..
لا أريد أن أفقدك يا حفيدي الحبيب.
وأين هذه الطلاسم يا جدي؟
كما هي في غرفة علوية تصعد إليها بالطابق الثاني، ولكن احترس يا ولدي أن يصيبك سوء.
صف لي الطريق جيدًا وأين تقع الغرفة بالضبط ، فالبيت متاهته كبيرة؟!
سأصحبك إلى هناك، ومعنا مجموعة من الرجال، حتى لا تصاب بمكروه، فمن يدري ربما تسكنه الجن والعفاريت مثلًا.
ماذا تقول يا جدي العزيز وأنت الملقب بحكيم البلدة؟
من الحكمة يا ولدي أن نحتاط للشر، صحيح أن الحذر لا يمنع من القدر، لكنها ضرورة يفرضها العقل.
دعني أجرب أولًا حتى لا نصبح لقمة تلوكها أفواه الناس من جديد.
لكنني أخشى عليك!
ألستَ أنت القائل: المستسلم للشر أكثر فسادًا من صانع الشر؟
نعم ولكنه الخوف وليس الشر!
«صانع الآلهة» تناقش أسئلة مسكوتًا عنها بحثًا عن إجابات تقنعنا، تلك التي تتصل بالعقيدة والخالق وصراع الإنسان مع قدره بجرأة كبيرة وتحاول مخلصة الإجابة عن هواجس إنسانية تجاه ما يعتقد الخلائق، لتجيب عن سؤال فلسفي قديم جديد: هل الآلهة مجرد أوهام خلقها الإنسان لافتقاره إليها، وعجزه أمام مواجهة كوارث الطبيعة وكوارثه هو أيضًا؟
يُذكر أن «صانع الآلهة» هي الرواية الرابعة في مسيرة مؤلفها، فقد صدر له روايات (أرض المراغة، عطش الشيطان، الباب الأخضر) ومجموعات قصصية (ما تيسر من سيرة العشق، أفراح ما بعد الموتى).