
Latest posts by هند زيتوني (see all)
- إشراقات هند - 21 فبراير، 2021
- «هند زيتوني» ترثي الشاعر الكبير «رفعت سلام» - 13 ديسمبر، 2020
- طعنة حظ - 23 يوليو، 2020
خرجَ إلى الشَّارع بعدَ عزلةٍ دامتْ أشهُرَ، بسببَ فيروس الكورونا. كادَ يقتلُهُ المللُ والروتينُ. عيناه كانتا تبحثان عن أدقِّ التفاصيلِ في الخارج. الشارع ؛ الأشجار، المحلات.
تنهَّدَ بصوتٍ مسموعٍ: آه كم أفتقدتُ صوت الحياة . أتمنى أن أحصل على العمل. لديَّ الكثيرُ من الفواتير المتراكمة. وصلَ إلى الحانة..
سألَهُ المدير: أنت النادل الجديد؟
– اسمُكَ وعمرُكَ وعنوانُك؟
– اسمي محمد صفوت.
-عمري خمسةٌ وعشرونَ عاماً .. أسكنُ في شارعِ (كاربون وورك ) في ديترويت.
– يا للهول! منطقةٌ خطيرةٌ للغاية.
-الأسعارُ فيها رخيصة وتناسبني.
-حسناً ، لنبدأ العمل. كلُّ الذي يجبُ أن تتعلَّمَهُ كيف تعدُّ أنواعَ المشروباتِ الروحية، للّذينَ يأتونَ في المساءِ.. عليكَ أن تبدوَ مبتسماً ولطيفاً.
– ستصادفُ بعضَ العنصريِّين، لا تكترثْ لو قال لكَ أحدُهم أي كلمة سيئة مثل: ( يا راكبَ الجمل) ابتسمْ وقمْ بعملِكَ!
– اسمك الآن، مايك وليس محمد.
بدأَ النادل العملَ مبتسماً، دخلَ أحدُ العنصريين؛ وأخذَ يحتسي الكحولَ بشراهةٍ متأمِّلاً الوجه الغريب. أخرجَ مديةً من جيبِهِ وطعنَهُ بها وهربَ. غرقَ محمد وسطَ بقعةٍ كبيرةٍ من دمِهِ، كان يحاولُ أن يبتسم!