
- «أشواق الزنزانة 13»… ثالوث العجز والخيانة والسجن يطاردنا - 31 أغسطس، 2023
- عجائب الدنيا ودهشتها في «الباب الأخضر» - 12 فبراير، 2021
«الباب الأخضر».. رواية للأديب محمـد هلال تغوص في مجتمع ذات خصوصية متفردة قد لا تتكرر في مكان آخر..
تدور أحداثها في الشارع الملاصق للمسجد الحسيني بالقاهرة المعروف باسم «الباب الأخضر»؛ سمي بهذا الاسم للزعم القائل بأن رأس الإمام الحسين دخل إلى الضريح الذي أعد له من هذا الباب ملفوفًا في حرير أخضر ؛ فسمي بهذا الاسم «الباب الأخضر».. وهو باب خشبي كبير الحجم ذات طلاء أخضر اللون..
«الباب الأخضر» الملاذ الروحي
يعد المكان ملاذًا روحيًا لمحبي الإمام الشهيد.. وكذا ملجأ للغرباء والمساكين والفقراء الذين يحطون رحال أوجاعهم بجواره يلتمسون دفء الحسين سبط رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ.
العجيب أنه على غير المستقر في وجدان الناس يموج الشارع بتباينات شديدة، تشكل عالمًا خاصًا لا يعرف سره سوى من عرفه جيدًا أو عاش فيه وقتًا طويلًا..
فشارع الباب الأخضر يموج بعوالم شتى من الصوفية الحقة، وكثير من أصحاب الفلسفات الوجدانية التي يختلط فيها الحق بالباطل والوهم بالحقيقة..
وكذا تجارة المخدرات المستترة وصاحبات الهوى، وهو ملجأ لبعض من يهربن من محافظات مصر بغية الاحتماء من تنكيل الأهل جزاء لما ارتكبته من خطيئة تخل بالشرف ــ كما يزعمون ــ، وكذا بعض الهاربين من حوادث الثأر في محافظات الصعيد، وكذا من لا مأوى لهم..
أيضًا يضم الشارع النشاطات الطفيلية مثل الشحاذين والمهن البسيطة مثل باعة البخور والحلوى وكتب السحر والشعوذة، ويقع به العديد من دكاكين العطور الشرقية زهيدة الثمن وأزياء الراقصات الشعبية وأدوات موسيقى الأفراح الشعبية..
ويعيش في الشارع العديد من الدراويش والمجاذيب بهرطقاتهم الشعبية وإلى جوارهم الشباب العاطل الذى يمارس البلطجة وسرقة أحذية المصلين من المسجد؛ باختصار يمثل شارع الباب الأخضر عالم كبير متباين وكأنه الدنيا برحابتها وقد تجمعت في شارع صغير ..
تكنيك الرواية
تتخذ الرواية تكنيك جديد خاص بها، فبعد أن يتم المؤلف كتابتها على جهاز الكمبيوتر تضيع منه (الداتا المكتوبة) لنص الرواية بعد كتابة استمرت عدة أشهر إثر خطأ فني بأزرار جهاز الكمبيوتر (اللاب توب) لا يعرف سره..
وفي ليل أحزان المؤلف المرهقة تتجلى فنتازيا السرد والخيال الروائي المدهش فيظهر له أبطال الرواية فرادى؛ يملأهم الرفض الغاضب وكأنهم يحاكمونه على أقدارهم الروائية.
ينسبون إليه الشرور التي ارتكبوها وأنه سبب كل شر ارتكبوه فهو كاتبه، ولو أراد غير ذلك لكتب لهم الخير؛ يفلسف كلًا منهم ما حدث منه بأنه مرغمًا عليه أو على الأحرى اختيار عليه لا له، أي أن اختيار المؤلف قد سبق اختيارهم..
وبهذا المفهوم يتألف تكنيك الرواية من عدة مقاطع لتلك الأحداث؛ حالة شخوص أهل شارع الباب الأخضر، ثم ظهورهم في ليل المؤلف العصيب على هيئات، بعضها مخيف مرعب وغاضب وخاصة الشخصيات صاحبة المصير الصعب مثل القتل وتقطيع الجسد.
وهكذا يلجأ المؤلف إلى حيلة تناسب تلك الرواية المدهشة فيكتب في البداية محكمًا القارئ بينه وبين شخصياته الغاضبة التي تحاكمه على أقدارها، ثم تدور فاعليات الرواية..
صدرت الرواية عن دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع.