
- التلاميذ والزلعة - 1 ديسمبر، 2022
- حصاد رمضان - 26 أبريل، 2021
- التوائم المتناقضة - 1 يوليو، 2020
هناك كثير من المواقف في الحياة لا تستطيع إلا أن تتعامل معها كَقَدَرِ لا يُرد.
أتذكر فيلمًا سينمائيًا، يحكي قصة زوج اكتشف ليلة الزفاف أن زوجته ليست عذراء، كانت ليلة العذاب والحيرة؛ وبعد صراع مؤلم وعنيف مع نفسه، توصل لقرار أن يُكمل حياته معها، لكنه لم يغفر لها، عاش معها يمارس ضدها السادية، يُذكّرها ويعيّرها في كل قول وفعل ونظرة، بتلك الليلة؛ فيجلدها ويجلد نفسه.
القصة تعطى درسًا حكيمًا لمواجهة دراما الحياة. كان الشاب أمام خيارين؛ فراق وستر جميل، أو تغاضي ومغفرة واستمرار الحياة، لكنه اختار الخيار الثالث والموارب والجالب للشقاء.
هل شاهدت أحدًا ابتلي بعضة كلب، ثم أخذ يعدو وراء الكلب لينتقم منه؟ أو رفسه حمار فقاضاه؟ العاقل من يذهب إلى المشفى ليعالج جرحه، وينسى الكلب أو الحمار.
العاقل من يتخلص من الكلاب التي تعض والحمير التي ترفس، العاقل الذي يفرح بنجاته.
هناك من يبتليه القدر في حياته، وعن حسن نية، بأُناس من هذا النوع «الكلبي»، يعكروا عليه حياته، ويكون أثرهم مثل الحُمى أو الوباء الذي يهدد بقية الحياة ويسممها.
كلما طال الصراع معهم كلما زادت المخاطر وطالت المعاناة، مهما فعل الضحية فلن يعوض الخسارة التي لا تُقدَّر بثمن، فقد غُدر به وحدث ما حدث..
الانتقام والإصرار على أن يدفع الثمن هو إصرار على استمرار المعاناة، فقد تعكرت الحياة الماضية، وليس من الحكمة أن تتعكر بقية الحياة.
هناك معارك في الحياة لا يجب السعي فيها وراء الاعتراف أو إثبات الحق من الباطل، فالسعي لإثبات الحق والباطل في المعارك الشريفة والمتكافئة.
أما المعارك غير الشريفة، التي تعض وتهبش الإنسان في لحظة أمان وثقة، فيكون التعامل معها مثل من يتعامل مع قمامة دخلت بيته بالخطأ، أو دخلت بيته بكيد من لئيم؛ كلما مكثت أطول وقت في داره، كلما فاحت رائحتها ونكدت الحياة.
سم الحياة هو النكد الذي يعكّرها ويشوهها.. تخلص منه وتنزه عنه وسوف تسلم وتسعد.