
- قراءة في.. «ديوان الحسناوي» - 8 يونيو، 2021
- «من قلبي تولد الحروف».. اقتحام الوجدان - 20 مارس، 2021
- قراءة في ديوان «السمراء ذات الخال بكامل أريجها» - 7 مارس، 2021
ينزعج الكثيرون من تسمية عيد الحب وبالخصوص المتشددون الذين لا يعرفون الحب ولا يأخذون منه إلا القشور ويتركون اللب متناسين أن الحب أسمى من أي مسمى بغض النظر من أين صدرت التسمية ومن سنّها..
إن الحب أصل الحياة وإلا كيف قتل قابيل هابيل؟!
لولا الحقد والكُره وهما نقيضا الحب، فليس من السهل وصف حب الأنبياء لله بمسمى، وليس من السهل وصف حب الأوطان والأرض والعرض والشرف بمسمى، وغالبًا ما نرى الدماء تُراق من أجل الأوطان والأعراض، وإني لأجزم أن الشعوب التي لم تتحابب وتتعايش بالحب والسلام لا تستحق الحياة.
وبنفس الوقت لست مستغربًا أن أعداء الحب هم العرب فتاريخهم يشهد بذلك، ليس مهمًا أن أرى عمامة كبيرة تسجد لله ولكنها تسجد للشيطان لأنها لا تعبد إلا الرياء أو الخداع تحت مسمى الدين، وليس مهمًا أن نرى لحية بيضاء اللون تدّعي الحب والكرامة والمُثل العُليا وهي في قعر الرذيلة والذل!!
((وكان أكبر جريمة رأيتها في حياتي هي أننا تركنا وردة الياسمين بلا ماء فماتت عطشًا ولم نرَ جمالها الحقيقي))!
فكيف بنا ونحن نقتل بعضنا البعض فأين نحن من الحب؟!
((هل من راقٍ يتألم ويحزن لموت وردة في وادٍ))؟ وبذات الوقت هل من الممكن أن نطلق السلام والإسلام والحب على من يتاجر بدماء الناس؟
((وذات ليلة باردة تعرّت امرأة ودعت رجلا للقاء فرفضها قالت لماذا ؟ قال لأنني لا أعانق النساء من دون حب ))!
الحب الحقيقي هو أنك لا تقطن إلا في بيت النقاء والود وأنك تتألم لطير كسر جناحه أو أنك ترى طفلًا يتيمًا فلا تنام ليلك من أجله.
كانت الرسالة المحمدية هي انتشال الناس من قعر الرذيلة والجهل وزرع المودة والسلام وأحيانًا وفي كثير من المواضع تطلب رفع السيف وقطع الرقاب بوجه المحاربين والمعادين للحب والسلام ونبذ الكره والضغينة والتفرقة، وأن يكون حبك لغيرك كحبك لنفسك.
ومن المؤسف جدًا وفي وقتنا الحاضر بات أغلب الناس لا يحبون سوى أنفسهم وقد انعكس ذلك على المجتمعات مما أدى إلى سلبيات ليس من السهل معالجتها، ولو كان الحب هو القانون فيما بين الناس لما حدث ما حدث من مجريات مؤلمة لا تمت بِصلة للإنسانية.
إن مسمى الحب ليس كلمة يدّعيها أي شخص مها كانت صفته ومكانته، بل هي فِطرة فطَر عليها الإنسان فانغرست في نفسه حتى تعلقت به تجري كمجرى الدم في الشريان لا يمكن العيش من دونها..
الحب.. هو الألم من أجل الآخرين والشعور بالحزن من أجلهم وحمل همومهم ومعاناتهم والتفكير بهم ومحاولة إيجاد السعادة لهم بشتى أنواع الطرق والسبل.
الحب.. أن لا يجوع فقير قربك أو يعرى طفل قربك أو يشحذ شحاذ من أجل أن يأكل وأنت تدّعي المبادئ قولًا وليس فعلًا..
الحب.. أن تعشق بصدق وتذوب بنشوته وأن تتحمل مسؤولية الوقوف بجنب من يحتاج أن تقف معه..
الحب.. نقاء السريرة وحب الخير للعالم وصدق الشعور والإحساس وأن تنام ليلك سعيدًا لأنك لم تظلم أحدا..
الحب.. قارة ليس من السهل دخولها… لا يدخلها إلا الغارقونَ في بحرِ الحبِ والجنون..
دعوا الأسماء والمسميات أيًا كان مصدرها وطبقوا معانيها ولا ترتدوا رداء الحب وأنتم عُراة منه.