حول العالم

غذاء الروح ورياضة العقل

التبادل المعرفي البنَّاء يزيل كل أسباب الضيق والشعور بالملل

ما زال الكتاب خير جليس وبشكل خاص في هذه الظروف التي تستدعي البقاء في المنزل، فالقراءة غذاء الروح ورياضة العقل، وهي الاستثمار الأفضل لوقت الفراغ.

وفي ظل المناخ السائد في جميع دول العالم من انتشار فيروس كورونا ودعوات المكوث في المنازل انطلقت العديد من المبادرات لدور النشر العربية والعالمية لتحفيز اقتناء الكتب مع توصيلها إلى باب البيت بخصومات كبيرة.

وكانت دار النخبة للنشر والتوزيع من أوائل المبادرين في هذه الحملة التي تساعد على استثمار الوقت في المعرفة والثقافة. بإطلاق مبادرة «اقرأ مع النخبة».

تذكر د. هدى سالم أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بجامعة الإمارات نقلًا عن موقع جريدة (الاتحاد) الإماراتية، أن توجه أفراد المجتمع نحو بث روح المعرفة ومن ثم العمل على تحفيز الآخرين على القراءة، إنما ينبع من إدراك ووعي ومن ثم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية في ظل انتشار فيروس «كورونا».

استثمار البقاء في المنازل

فرض ذلك الوباء على أفراد المجتمع البقاء في المنازل مدة طويلة، وهو ما يستلزم تغيير المفاهيم واستثمار هذا الوقت الطويل في قراءة العديد من الكتب بحسب الذائقة.

مشيرة إلى أن دعوات بعض المثقفين والأدباء إلى مساعدة الآخرين في اختيار الكتب المفيدة هي في حد ذاتها تعبير عن التكاتف المعرفي والإنساني في هذه المرحلة الدقيقة، وخاصة أن سلوك القراءة يعيد كل فرد إلى الفطرة السليمة ويسهم في أن يشعر كل قارئ بأنه أمام تحد جديد، وأنه من الضروري استثمار كل هذه الأوقات في أشياء تخاطب العقل والوجدان، وتساعد كل فرد على تجاوز المحن بالتسلح بالمعرفة.

وتوضح «سالم» أنه من الضروري أن يشارك كل مثقف وقارئ الآخرين بتقديم قائمة من المؤلفات المفيدة؛ مما يسهم في إيجاد نوع من التبادل المعرفي البنّاء الذي يزيل كل أسباب الضيق والشعور بالملل، مبينة أنه مع القراءة تتبدل الحياة باعتبارها محطة لنشر السعادة والشعور بالرضا وبث الاطمئنان في النفوس ورفع المعنويات بصورة كبيرة.

القراءة غذاء الروح

كما يؤكد المحاضر في تطوير الذات الإعلامي عبد الله الهدية، بأنه في هذه الفترة الطارئة نحتاج إلى توجيه أفراد المجتمع إلى القراءة لدورها المهم في تغيير المفاهيم السلبية، ومن ثم الامتزاج مع المُثل العُليا والبحث عن نوافذ أخرى يستطيع أن يطل من خلالها كل فرد إلى مساحات واسعة من المعرفة.

خاصة أن العديد من أفراد المجتمع يعيشون في نطاق البيت وهو ما يجعل من الجلوس بين جدرانه أمرًا مملًا، إن لم يبتكر كل فرد أشياء تعزز حضوره وجدانيًا مع ما يجعله يخرج من حيزه الضيق إلى عوالم أرحب تتجدد مع القراءة.

لافتًا إلى أنه يبقى اختيار الكتاب هو العامل الأهم؛ لكي تكون الرحلة ممتعة مع الخيال والإبداع والسفر مع الحروف فالقراءة غذاء الروح .

مبينًا أن المبادرات الفردية التي تحث أفراد المجتمع على القراءة تمثل محطة مهمة في عودة القراءة إلى البيوت، حيث يسعى كل مثقف وقارئ من جهته إلى مشاركة الآخرين تجربته.

وهو ما يحفز كل من يسعى إلى استغلال فترة البقاء في المنزل في الاطلاع والتعرف إلى الثقافات الأخرى، ومن ثم قراءة بعض الأعمال الفكرية في الاتجاهات كافة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى