فاتن حمامة… لماذا ابتعدت عن روايات «محفوظ»؟
أديب نوبل: أدوارها ممتازة وهي تستحق بجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، وهذا ليس من فراغ

مرت أمس الذكرى الـ90 لميلاد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي ولدت فى 27 مايو عام 1931.
يعدها الكثيرون علامة بارزة في السينما العربية وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940.
ورغم أن سيدة الشاشة العربية جسدت أدوارًا فنية، اقتبست من روايات عربية وعالمية إلا أنها لم تقترب من أدب نجيب محفوظ.
نجيب محفوظ كتب سيناريو أفلام فاتن حمامة
وعن قلة مشاركتها بأفلام عن روايات (أديب نوبل) قالت في حديث كان أجري معها لمجلة «أبيض واسود»: روايات نجيب محفوظ مشبعة للقاريء وللمشاهد على حد سواء، وكنت أتمنى أن أقدم أعمالًا عديدة معه، ولكني كنت قد تجاوزت أعمار بطلاته، فمن المعروف أن الرواية تٌكتب ثم تقدم للسينما بعد نشرها بعدة سنوات.
وأضافت في نفس السياق: رواية مثل «دعاء الكروان» كتبها دكتور طه حسين في الأربعينيات، ولكن تم تقديمها لشاشة السينما بعد ذلك بفترة كبيرة، وأنا تعاملت مع نجيب محفوظ في فترة مبكرة من خلال كتاباته لسيناريوهات بعض الأفلام مثل «لك يوم يا ظالم»، و«إمبراطورية ميم»..
«الشريدة» اختارتها سيدة الشاشة
ومن المعلومات غير المُتداولة أن فاتن حمامة، بعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم «الخيط الرفيع»، قصة وحوار إحسان عبد القدوس، وسيناريو يوسف فرنسيس، والذى يعتبر فيلم العودة للسينما المصرية بعد فترة انقطاع دام 5 سنوات، وقع اختيارها عام 1972 على قصة «الشريدة» لـ نجيب محفوظ لتقوم ببطولتها على أن يقوم بإخراجها هنرى بركات.
وقالت في حوار لها مع مجلة (الشبكة) اللبنانية إن القصة أعجبتها واتصلت بالأديب نجيب محفوظ لأخذ موافقته على تحويلها لفيلم فوافق مرحبا، خاصة أنها ستكون أول لقاء بينهما بعد تقديمهما لثلاثة أفلام كتب لها السيناريو.
وقالت فاتن حمامة في المقابلة حينها إن «القصة لها مغزى جميل وهو أن السعادة كثيرًا ما تتحول إلى لعبة في أيدينا نحطمها ثم نبكي عليها، كما يفعل الأطفال بالضبط، ولقد طلبت تغيير اسم القصة حتى لا تختلط على الأذهان بفيلم قديم اسمه المتشرد».
وفي هذه الفترة انشغلت «فاتن» بحياتها الخاصة، بعد انفصالها عن النجم عمر الشريف، كما انشغلت بمشروعها التليفزيونى مع مجموعة من المخرجين.
وعندما تذكرت قصة «الشريدة» كان عمرها قد كبر عن تجسيد الشخصية كما ذكرت هي في حوار لها لـ الأهرام.
ماذا قال نجيب محفوظ عن فاتن حمامة؟
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تعجب فيها بقصة للأديب العالمي، ولا تتمكن من تمثيلها، ففي عام 1960 وقع اختيار المخرج صلاح أبوسيف على قصة نجيب محفوظ، «بداية ونهاية» لتقديمها للسينما، ورأى أن فاتن حمامة الأنسب لدور (نفيسة)، وبرغم إعجابها الشديد بالقصة والدور، لكنها خشيت من أن تصدم جمهورها بتجسيدها دور فتاة منحرفة تنتحر فى النهاية، فاعتذرت لـ «أبو سيف» الذي لم يحاول الضغظ عليها ومحاولة إقناعها، واختار بدلا منها سناء جميل.
ومن جهته قال عنها الأديب العالمي: «فاتن حمامة ممتازة، وأدوارها ممتازة وهي تستحق بجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، وهذا ليس من فراغ، ولقد أعجبت بتجسيدها دور آمنة في رائعة دعاء الكروان، كما قدمت أفلامًا أخرى رائعة، واستطاعت أن تحافظ على موهبتها التي منحها الله لها، وأن تنميها، وهذا لأن لديها ثقافة عميقة وإرادة قوية.