«فكَّر خارج الدائرة».. تحرر من قيودك
الارتقاء بعقلية الإنسان حتى يبني مستقبله كما يتمنى ويرجو

صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب «فكَّر خارج الدائرة» للكاتبة السودانية منى التوم الشايب. يقع الكتاب في 150 صفحة من القطع المتوسط.
يندرج الكتاب تحت تصنيف التنمية البشرية حيث تهدف الكاتبة إلى الارتقاء بعقلية الإنسان حتى يبني مستقبله كما يتمنى ويرجو.
كتاب «فكَّر خارج الدائرة»، هدفه تطوير عقلية الإنسان؛ للنهوض بحياته، وبناء مستقبله على أفضل وجه، والعيشُ بكرامة، كإنسان يتمتع بكامل الصلاحيات؛ لتطوير عالمه، وتغيير حياته.
«فكر خارج الدائرة» حرية للعقل
وأن يستخدم عقله ويفكر بطريقة مختلفة، خارج العادات والتقاليد المقيَدة للعقل، والتي تمنع الشخص من التقدم،
وأن يعيش بمبدأ الإنسانية، والصفات الجميلة، التي دعانا لها الدين الحنيف، والتي تصنع الإيجابية في الأرض، وتُبعدنا عن حياة السلبية والتذمر من الظروف والحياة.
علمًا بأن الحياة ليست مريحة في كل الأوقات، وتوجد لحظات صعبة ومريرة، لكن بالأمل نستطيع أن نُعيد تشكيل ظروفنا وأقدارنا كما نريد، وننعم بجمال الروح، وصفاء الوجدان، وحب الخير لأنفسنا وللآخرين.
وأن نعرف الهدف الحقيقي من وجودنا، وهو: العمل، البحث، العطاء، التفاؤل، وعيش الحياة بقبول وبساطة،
وأن نفتح ذراعينا لاحتضان أنفسنا، وذواتنا الجميلة التي لا يصحبها إلا الصفاء والنقاء الداخلي، وحب الحياة، وتذوق النعيم والتأمل في الكون الشاسع، والمليء بالوفرة،
نقابل هذا العطاء بالامتنان والشكر لا بالتشاؤم والحزن على الماضي، والخوف من الأيام والمستقبل.
كيف نعيش الحياة متسامحين
وأن نعيش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتنا؛ لأنها فعلًا من الممكن أن تكون آخر لحظة في حياتنا، كما قال العالم الجليل (إبراهيم الفقي):
أنْ نعيش متسامحين ومبتسمين وصامدين ومتحديين للحياة ببسمة ساخرة من الأيام، وما تحدثه، ومتشبعة بالخير، وبريق الأمل،
وأن نعيش مغامرين متطلعين رافعين أُنُوفنا نحو القمة والنجاح، ولن نطلب سوى الرفعة والعزة والعيش بإجلال؛ لأن هذا هو مستوانا ومكانتنا الحقيقية، هي العلو والسيادة على الأرض بعد الله، وهذا حق مشروع لنا، وتكريم من السماء.
فلا ينبغي على أي إنسان النظر تحت قدميه، وأي نظرة تذمر ويأسٍ من الحياة، تعتبر جحود، ورفض لنعمة العقل عليه، فعليه بالعمل الجاد، والتشبث بالحياة، وصنع الجمال، والمتعة من العالم المحيط به.
فالجمال موجود في كل مكان وزمان، فهو يريد عينًا متفائلةً، ونظرةً بعيدةً متأملةً في رحمة الله وكرمه، تقهر القدر، وساعدٍ قويٍ يبني المستقبل، وأحلام غير محدودة نحو التطور.
وهذا ليس بالمستحيل والممنوع، إنه متُاح ومتوفرٌ لدى أي إنسان على الأرض كامل البنية والعقل.
رأي علماء الطاقة
قال علماء الطاقة: (إذا كان باستطاعة أي شخص تحقيق ما يريد، فأنت لديك نفس القدرة لتحقيق نفس الشيء، وإذا صعد شخص للفضاء، يمكنك أن تصعد مثله، فأنت تملك نفس الإمكانيات التي استخدمها هؤلاء؛ لتحقيق أحلامهم، الفرق بينك وبينه هو عمل بمجهود أكبر، لذلك ثابر واصبر وحاول وافشل حتى تصل).
وقيل: (إن الذي يُحرز درجات عالية في الدراسة، ويحتل المركز الأول هو عمل بمجهود، ووقت يُعادل المركز الأول، والذي أحرز المركز الخامس، قد لا يكون أقل ذكاءً من صاحب المركز الأول، لكنه عمل بمجهود يُعادل المركز الخامس، وهكذا النجاح هو ساعات العمل والمجهود سواء كان هذا المجهود ذهني أو جسدي).
فكر خارج الدائرة كي تنجح في حياتك
ولكي ينجح الشخص ويتفوق في حياته، عليه أن يعمل باجتهاد، ولا يتهاون عن أداء واجباته تجاه نفسه وحياته، أيًا كانت ظروفه وتحدياته؛ لأن الحياة إذا لم تقف في وجهها وتتحداها، سوف تهينك، وتقلل من شأنك، ولن ترحمك.
فالحياة لن ترحم الضعيف، فهي تهاب من الشخص القوي الذي يقابلها بالإصرار، ويضع إصبعه في عينها، ولن يستسلم لها، وعندما يسقط ينهض من جديد،
وعندما يخسر في مشروع ،يبدأ من جديد، ويعيش في حالة ابتكار ونجاح مستمر، فهو سوف يعيش رغمًا عن الظروف، ويمتطي ظهر الأيام غير مُبالٍ بما تفعله أو ما تخفيه خلفها.
فعلى الإنسان أن يعلم بقوة عزيمته وشكيمته، ويُسند ظهره على الله، وألَا يتزحزح عن أمنياته وأحلامه، ويبني قدراته بكل الوسائل، وتحت ظل أي ظروف،
فهو لن يُهزم، ولن تقهره الأحداث الأليمة، فهو يجعلها جسورًا للعبور، وكل طوبة تقع من بنيانه يجعلها كبيرة للصعود،
ولن يُنكَس رأسه للندم، يعيش شامخًا بصفاته الجميلة، يعيش إنسانًا كادحًا، مقاتلًا، شرسًا، يشارك في العالم وصنع الأحداث…