إبداع

«فيروس كورونا» آية إلهية

جندي من عند الله لا يكاد يراه الناس يخلق عند البشر رعبًا لم يشهده العالم

المفكر العربي علي الشرفاء
Latest posts by المفكر العربي علي الشرفاء (see all)

قال سبحانه وتعالى: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» (فصلت:53).

إنَّ ما يعيشه العالم من رعب وفزع وخوف من جندي من جنود الله لا يكاد يراه الناس ، يخلق عند البشر رعبًا لم يشهده العالم، حين ينتشر في الأرض فيروس كورونا يحمل معه الموت دون تفريق بين ملك أو خادم، بين وزير أو  فقير، بين مسلم ووثني، بين مسيحي ويهودي..

إنه بلاغ للناس بما ظلموا وبما أجرموا في أنفسهم من سفك للدماء واستباحة لحقوق الناس، والتسابق على تطوير الأسلحة الفتّاكة لقتل الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء، من هدم للبيوت على أصحابها، وانتشار الفساد بكل أشكاله، والناس فى غيهم يلعبون، نسوا الله فأنساهم أنفسهم.

حذَّر الله تعالى الناس منذ أربعة عشر قرنًا

وقد حذّر الله عباده منذ أربعة عشر قرنًا بقوله سبحانه: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (الروم: 41).

فالله برحمته بالرغم من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وبرغم الجرائم التي ارتكبها البشر وما كسبت أيديهم من ظلم ووحشية، وغرت الأقوياء قوتهم، وأغوت الأغنياء أموالهم وتضخمت ذواتهم، وظنوا أنهم قادرون على كل شيء، دون أن يتذكروا أن الله يرى ويعلم كل شيء في كونه، تأكيدًا لقوله سبحانه: «يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ «(16: لقمان).

وقال سبحانه: «يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا» (طه: 110).

لذلك فالله سبحانه نهى الناس عن الظلم والعدوان، وحذر الظالمين من عذاب وعقاب، من أجل أن ينعموا بالسلام، ويستمتعوا بالحياة الدنيا ويرجعوا إلى الله، ويلتزموا بأوامره ويطبقوا تشريعاته، وعلى رأسها الرحمة والعدل والإحسان وعدم الاعتداء على حقوق الناس وتحريم قتل النفس، أو استباحة الأراضي والأموال فالله يحذر عباده بقوله سبحانه: «وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا»(الكهف: 59).

فليتق الله كل من امتلك قوة وكل من أنعم الله عليه بمال وعزوة وليخشَ الله في عباده، ولايتجاوز تحذير الله في اغتصاب أرض أو ستباحة حق، أو ظلم قوم باحتلال أرضهم أو تسخيرهم لمصلحته، أو نهب ثرواتهم أو الإسراف في التلاعب بأموال الشعوب واستغلالهم، فالله سينزل عليه عقابه في الدنيا قبل الآخرة.

إنذار لكل من طغى وتجبّر

ومانراه اليوم إنذار لكل من طغى وتجبّر، ولكل من حكم وقرر وكل من عصى الله في أمر وتكبر، فإن الله له بالمرصاد، والله بلغنا بآياته في كتابه المبين بقوله سبحانه: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ »(ق: 16).

فهو سبحانه معنا في كل لحظة، وقدرته جل وعلا تنسف كل من يغفل عن ذكره، فإن نزل عليه عقابه فحسابه عسير وعذابه عظيم، خسر حياته في شقاء وضنك ويوم القيامة: «يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ»(القمر: 48).

وقال سبحانه: «إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ » (البقرة: 160).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى